المجلةبنك المعلومات

باتريك كيللي .. والدليل العملي لمصادر مجانية للطاقة

باتريك كيللي

بقلم : د . مجدى سعيد

في مقاله المعنون “جزر الضوء” والمنشور على موقع دورية نيتشر بتاريخ 11 مارس 2014 أشار جيف توليفسون إلى أن هناك 1.3 بليون إنسان حول العالم يعيشون بدون كهرباء وأن الكثيرون منهم يعيشون بعيدا عن شبكات الكهرباء الممتدة في بلادهم. وفي بلادنا بتنا جميعا نعاني من الانقطاع المتكرر للكهرباء في جميع أنحاء الجمهورية، فضلا عن البقاء النائية التي لا تصلها الكهرباء بالأساس، إضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود وتلاعب الساسة به وبتوفيره وشحه بين الحين والآخر، من أجل هؤلاء وأولئك، ولغيرهم ممن تؤرقهم احتكارات شركات الكهرباء والطاقة في العالم، قدم باتريك كيللي أكبر مصدر مفتوح متاح على شبكة الإنترنت للمعلومات العملية المتعلقة بأجهزة إنتاج طاقة مجانية نظيفة وهو موقع “الدليل العملي لأجهزة إنتاج الطاقة المجانية” بست لغات، و”موجز” للمعلومات المتاحة على الموقع في شكل كتاب إلكتروني يصل عدد صفحاته إلى “2634 صفحة”، يحتوي كما يقول باتريك على 5% فقط من المعلومات المتاحة على الموقع.

قصة هذا الجهد الضخم في النفع العام المجاني، والتطوعي، يحكيها باتريك في مقدمة الكتاب الإلكتروني، وأنقلها هنا بتصرف: أنا إنسان عادي، أصبحت مهتما بموضوع الطاقة المجانية بعد مشاهدتي لأحد البرامج الوثائقية على القناة الرابعة للتليفزيون البريطاني في عقد الثمانينات من القرن المنصرم، وقد بدا محتوى الوثائقي حسب رأيي غير كاف، حيث اقترح عددا من الأشياء المثيرة للاهتمام، لكنه لم يعط للمشاهد أي خيط حقيقي ومتماسك كي يتتبعه إذا أراد أن يتعمق أكثر في الموضوع، لكنه رغم ذلك كان الله الفضل في أن يلفت انتباهي لأن هناك شيئا ما اسمه “الطاقة المجانية”، يحكي باتريك بعد ذلك عن معاناته منذ تلك الفترة في البحث عن مصادر معلومات حول الموضوع، وعن انتقاداته لمحتوى كثيرا مما وجد إما بالكلام العمومي غير العملي في المقالات الصحفية العامة أو في التعقيد العلمي للأوراق البحثية، وبعد بحث وتقصي، وتجميع وقراءة ومحاولة تطبيق لكثير مما قرأ، قرر عام 2005 أن يبدأ في عرض ما توصل إليه من معلومات ويشرحها بشكل عملي ومبسط من خلال موقع بسيط على الإنترنت، ومنذ تلك اللحظة، والموقع وما عليه من معلومات قيد التمحيص والتدقيق والمراجعة والإضافة مرة أو مرتين أسبوعيا، حتى وصل إلى الشكل الحالي لعرض المعلومات على الموقع (وهو الشكل الثالث له)، كما أنه أصدر من الكتاب الإلكتروني أكثر من 25 إصدار (طبعة) آخرها يوم 10 أبريل 2014.

ومن باب الأمانة العلمية أوضح باتريك أن الكتاب يحتوي على ما استطاع جمعه من معلومات هي محل اهتمام له، وإن كانت ليست من إبداع وإنتاجه، وأنه ما استطاع أن يعيد إنتاج الأجهزة الموصوفة كلها في الدليل وتجريبها، لأن هذا يستغرق حيوات عدة، وأن حسب الدليل أن يعاون قارئه على البحث والتقصي الذاتي للمعلومات والاستيثاق منها ومن جدواها، وأنه بينما يمكن لبعض الأجهزة الموضوفة أن تعمل حسب ما هي مشروحة في الكتاب، من خلال إعادة التجريب والتحقق المستقل، إلا أن فشل البعض في إعادة الإنتاج والتجريب والتحقق لا يعني عدم مصداقية التجربة الأصلية، كما أكد على أن الكتاب لا يغطي كل المعلومات في الموضوع وأنه لا يدعي أن وصفه هو الوصف الأمثل للأجهزة مذكرا بالمقولة القديمة “أن من ظن أنه يعرف جميع الإجابات، فإنه بالتأكيد لم يسمع جميع الأسئلة”، ومن ثم فإنه يؤكد على أن الكتاب لا يعدو أن يكون مقدمة في الموضوع وليس موسوعة حاوية لكل ما يتعلق به.

يحتوي الكتاب الإلكتروني لـ باتريك كيللي على 16 فصلا هي: الطاقة المغنطيسية، الأنظمة المتحركة النابضة، الأنظمة النابضة عديمة الحركة، الأنظمة التي تعمل بالجاذبية، الأنظمة النابضة الناقرة للطاقة، الأنظمة النابضة الشاحنة للبطاريات، الأنظمة الهوائية ومولدات الكهرباء الاستاتيكية، موتورات بلا وقود، الأنظمة السلبية، أنظمة المركبات، أجهزة ونظريات أخرى، دروسالإلكترونيات، أجهزة موضع شك، أجهزة الطاقة المتجددة، الوضع الحالي وفيه يجيب على تساؤل: لماذا لا توجد أجهزة إنتاج الطاقة المجانية في الحوانيت المجاورة لك، أما الفصل الختامي فيضع مجموعة من الأسئلة والإجابات، ويضم الموقع إضافة على الكتاب، قائمة بكتب ومواقع إلكترونية وأوراق بحثية ومصادر أخرى تفصيلية.

لا شك أن هذا جهد جبار لفرد واحد، صحيح أن عشرات ومئات الأفراد تفاعلوا إيجابيا مع فكرته، فسمحوا له أن يعيد استخدام ما لديهم من معلومات، وزودوه بصور فوتوغرافية، وراجعوا مادته، واقترحوا إضافات عليها، وأن من فعلوا ذلك إضافة إلى باتريك ذاته، اتفقوا جميعا في مبدأ إتاحة كل هذا القدر من المعلومات مجانا، دون أي مقابل مادي.

لا شك أن لدينا عشرات ومئات الأفراد الذين يستطيعون أن يبدأوا جهدا مثل باتريك كيللي في مجالات عدة تتيح معلومات عملية مفيدة في حل مشاكل الناس الحياتية، أو حتى يقوموا بإضافة ترجمة عربية لكل تلك المعلومات القيمة والمفيدة سواء للأفراد والأسر، أو حتى للمبادرات الأهلية التي تسعى لحل ما يعانيه الناس من مشكلات أو ما هم محرومون منه من احتياجات كالكهرباء أو الماء أو الغذاء أو الدواء أو غيره. وهذا بلا شك أفضل ألف مرة من لعن الظلام أو لعن المتسببين فيه أو المستغلين له سياسيا.

للمزيد من المعلومات طالعوا الموقع وعليه الكتاب الإلكتروني:

رابط صفحة الدكتور مجدي سعيد على الفيس بوك :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى