اختراعاتابتكارات جديدهاختراعات زراعيةالمجلة

منشط طبيعي للقمح والذرة والأرز

منشط طبيعي للقمح والذرة والأرز

ابتكر المخترع “على محمد إبراهيم عاشور” مركب لمنشط حيوي طبيعي لنباتات القمح والذرة والأرز، يتكون المركب من أحماض كيتونية وعناصر معدنية لإحداث توازن أيونى، حيث يعمل هذا المركب على خفض الرقم الهيدروجينى للعصير الخلوي مما ساعد على إنتاج الإيثيلين الذى يؤثر على نمو ونضج النباتات وبالتالي رفع إنتاجية المحاصيل.

يتميز هذا المركب بأنه طبيعي يعتمد على الطحالب البحرية كمدخلات طبيعية بالإضافة إلى أنها ليس لها أي تأثير سلبي على البيئة.

وقد حصل المخترع على هذا المركب براءة اختراع من مكتب براءات الإختراع المصري، التابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجي.

وفي حوار أجراه الزميل حازم يونس من إسلام أون لاين مع المخترع وهذا نص الحوار:

هل نخرج من التجريب إلى التعميم في أبحاث زيادة إنتاجية القمح؟

حلم سمعنا عن قرب تحققه أكثر من مرة، لكن كنا نعود عادة بخفي حنين، فهل يتحقق هذه المرة اكتفاء ذاتي حقيقي من القمح؟ وهل نخرج من بوتقة التجريب إلى عمومية التطبيق؟

يقول المهندس عاشور الذي يعمل بإدارة إنتاج التقاوي بالإسماعيلية: “هذا الابتكار جاء عن طريق الصدفة؛ حيث لم أكن أخطط لهذا الاكتشاف، فخلال قيامي ببعض التجارب لإنتاج مركب بديل أقل تكلفة من كبريتات الكالسيوم المائية، أو ما يطلق عليه الجبس الزراعي المستخدم في استصلاح الأرضي الملحية، نتج لدي المركب الذي حصلت به على البراءة، وهو مركب مشتق من الطحالب البحرية الموجودة بكثرة في بحيرة التمساح بالإسماعيلية”.

ويضيف: “أظهر المركب كفاءة عالية عند تجربته على نطاق محدود في أراضي بعض أقاربي، ولذلك قمت بمحاولة نشر هذا المركب بعرضه على بعض مزارعي الإسماعيلية الذين قاموا بتجربة المركب فأظهر كفاءة عالية في زيادة إنتاجية أراضيهم؛ ولذلك سعيت للحصول على براءة اختراع لهذا المركب؛ حفاظا على حقي المادي والمعنوي، وصدرت البراءة في أواخر عام 2004”.

منشط طبيعي للقمح والذرة والأرز
منشط طبيعي للقمح والذرة والأرز
منشط طبيعي للقمح والذرة والأرز
منشط طبيعي للقمح والذرة والأرز

جور19 .. صحي 100% منشط طبيعي للقمح والذرة والأرز

المركب الجديد يتميز بالقدرة على زيادة الإنتاجية مع عدم وجود أضرار صحية..

يؤكد المخترع على أن المركب الذي أطلق عليه اسم “جور19” يحتوي على عدد كبير من العناصر المعدنية والأحماض الكيتونية التي تحدث توازنا أيونيا في العصارة النباتية، فتساعد النبات على تسهيل امتصاص العناصر المعدنية من التربة والاستفادة من الطاقة الضوئية. كما تساعد النبات أيضا على زيادة المحتوى النشوي؛ فتدفع البراعم الساكنة للنمو، وكذلك تخليق الأحماض الأمينية داخل النبات، وتقوية الأنسجة النباتية؛ وهو ما يزيد من قوة تحمل النبات للحرارة والملوحة.. وهكذا أهّلت كل هذه المقومات المركب لأن يكون له دور في زيادة إنتاجية الفدان إلى 30% وزيادة حجم حباته إلى الضعف.

وهذا المركب ليس له أي أضرار صحية كما يؤكد د. رمضان ثابت عبد ربه أستاذ المحاصيل بكلية الزراعة جامعة عين شمس الذي قام بإجراء تجارب على المركب، فضلا عن استخدامه في مزرعته الخاصة بالإسماعيلية؛ وذلك لأنه مركب طبيعي مستخلص من الطحالب التي تقوم بدور السماد الورقي الذي يستخدمه أي مزارع، ولكن ما يميزه عن أي سماد معتاد أنه يزيد من سمك ورقة النبات؛ مما يساعد على زيادة عملية التمثيل الضوئي التي تسهل من انتقال المواد الغذائية من الورقة للحبة.

ولاستخدام المركب عدة شروط يشير إليها د. رمضان ويعتبرها أساسية لفاعلية هذا المركب، وهذه الشروط هي: رش المركب في الصباح الباكر أو بعد الغروب، والرش عندما يكون عمر النبات من 40 إلى 45 يوما، وأن يكون معدل استخدام المركب هو 5.8 سم3/ لتر ماء، وأن تكون المياه المستخدمة من مصدر آخر غير مياه الحنفية؛ لأن الكلور يبطل استخدام هذه المادة. كما أشار لضرورة وجود فاصل زمني قدره 5 أيام بين استخدام المركب والتسميد بالبوتاس الورقي؛ لأن عنصر البوتاسيوم يثبط هذه المادة.

التكلفة الأقل

لمنشط طبيعي للقمح والذرة والأرز

ومزايا المركب لا تقتصر فقط على كونه مركبا صحيا وسهل الاستخدام، بل له مزايا أعظم، لعل أبرزها الذي يميزه عن غيره من المركبات الأجنبية الشبيهة هو تكلفة المركب الضئيلة التي يعتبرها د. رمضان جواز السفر لنشر هذا المركب، فالزجاجة التي تحتوي على 100 سم3 يصل ثمنها إلى 15 جنيها، وتكفي فدانا، بينما يصل ثمن مركب فرنسي شبيه يسمى “جلين فيد” إلى 10 أضعاف هذا الثمن، ويحتاج الفدان إلى 800 سم3 منه، أي 8 أضعاف المركب المصري، هذا فضلا عن أن المركب الفرنسي فاعليته أقل بكثير مع محاصيل الحبوب؛ لأن المركب الفرنسي أعد خصيصا لمحاصيل الفاكهة.

ولنطمئن أكثر على فاعلية المركب وعدم وجود آثار جانبية لاستخدامه رأيت أن أوسع دائرة السؤال عن المركب لألتقي ببعض المزارعين الذين استخدموه.. فالتقيت في البداية مع حمدي جودة الذي يملك 10 أفدنة يقوم بزراعتها قمحا في الإسماعيلية، فأكد لي أنه من خلال تجربته العملية لا يمكنه أن يصف المركب إلا بأنه مركب سحري، فلم يكن يتخيل في يوم من الأيام أن تزيد إنتاجية فدان القمح بمعدل 30% وبمادة رخيصة كالتي ابتكرها المهندس الزراعي علي عاشور، وهو ما يدفعه إلى التساؤل: لماذا لا تحاول الدولة أن تستفيد من هذا الاختراع وتعمم استخدمه؟! ونفس التساؤل يطرحه مزارع آخر وهو رمضان رجب، ولكنه يضيف بعدا آخر وهو أن هذه المادة لو تم إنتاجها بشكل تجاري وفتحنا لها أسواقا بالخارج فستدر دخلا للدولة.

سد فجوة القمح

بعد عرض التجارب التي استخدمت المركب والتي أجرى بعضها أحد الأكاديميين المتخصصين في علم المحاصيل، أعتقد أن الاطمئنان لفاعلية المركب أصبح مضمونا؛ ولذلك رأيت في النهاية أن أضع المعلومات المتعلقة بهذا المركب وفوائده أمام د. عبد السلام جمعة رئيس مجلس الحبوب والمحاصيل البقولية بوزارة الزراعة والملقب “بأبو القمح” لتقييمها، فأكد أنه لو بالفعل نجح هذا المركب في زيادة إنتاجية الفدان إلى 30% فإن معنى ذلك أنه سيسد فجوة القمح التي تعاني منها مصر؛ لأننا في مصر ننتج 50% من احتياجاتنا من القمح، ونوفر نسبة الـ 50% المتبقية عن طريق استيراد 30%، وخلط هذه النسبة المستوردة بنسبة 20% من الذرة.

لذلك لو نجح المركب في توفير الـ30% التي نستوردها فإن معنى ذلك أنه سيسد فجوة القمح، هذا فضلا عن أن نجاح المركب سيشجع المزارعين على زراعة القمح عن زراعات أخرى كالبرسيم، فتزيد رقعة الأرض المزروعة لننجح مع الوقت في علاج نسبة الـ20% التي نلجأ إلى الذرة لسدها.

ولكن حتى يتم تعميم الاستفادة من المركب لتحقيق كل ذلك يطالب د. عبد السلام المخترع بالذهاب إلى مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة، وعرض الأمر على رئيس المركز الذي سيحيله إلى لجنة تسجيل الحاصلات الزراعية التي ستقوم بتجربته وتعميم استخدامه إذا اطمأنت لفائدته في زيادة الإنتاج وعدم وجود أي آثار جانبيه له.

فهل يقترب بالفعل حلم الاكتفاء الذاتي من حبوب القمح من التحقق، أم أننا سنعود بخفي حنين مرة أخرى بسبب البيروقراطية؟!

سد فجوة القمح
سد فجوة القمح

زر الذهاب إلى الأعلى