بنك المعلوماتالمجلة

أعظم الاختراعات في التاريخ

لبست النظارات في سن مبكرة من حياتي (لدرجة أعتقد أشقائي الصغار أنني ولدت بها). وفي سن العاشرة كسرت إحداها في ملعب المدرسة فعشت خمسة أيام في حالة يرثى لها.. كانت أياما ضبابية ومظلمة بحق جعلتني أؤمن بأن النظارة هي أهم اختراع في التاريخ!!

وكما هو واضح اعتمد اختياري للنظارة على حاجة شخصية وتجربة خاصة قد لا تنطبق على الجميع.. أما إن أردنا الحديث عن «أعظم الاختراعات في التاريخ» فيجب البحث عما يهم (مجموعة أكثر من الناس) ويشكل قاعدة لأكبر قدر من التطبيقات المفيدة.. فشعاع الليزر مثلا يعد من «الاختراعات العظيمة» لأن معظم البشر استفادوا – بطريقة أو بأخرى – من تطبيقاته الكثيرة (من شبكة الاتصالات وأقراص الليزر/ إلى ارسال المعلومات والعمليات الجراحية)….!

وقبل أيام شاهدت على قناة ديسكفري برنامجا حاول تصنيف أعظم عشرة اختراعات في حياة البشر. ورغم عدم إعجابي بالبرنامج – خصوصا فيما يتعلق بترتيب الأولويات – إلا أن الاختراعات التي اختارها تعد بلا شك من الابتكارات التقنية المهمة (خصوصا إن حصرناها في المائة عام الماضية).. وكما فعل البرنامج (واسمه الأصلي Ultimate Ten Inventions) سأبدأ معكم بترتيب مقلوب يبدأ من المركز العاشر وينتهي بالمركز الأول:

٭ ففي آخر القائمة أتت الطائرة التي ساهمت في اختلاط الشعوب وتمازج الثقافات وأتاحت لنا الذهاب – في ساعات قليلة – لأبعد مكان يمكن تصوره!

٭ وفي المركز التاسع أتت المدرعة التي غيرت مفهوم المعارك حين ظهرت لأول مرة في الحرب العالمية الأولى (.. وأستغرب شخصيا ذكرها في البرنامج كونها أداة قتل وتدمير ولا تشكل أساسا لأي تطبيقات مهمة)!.

٭ ثم يأتي صاروخ الوقود السائل الذي أتاح للإنسان – لأول مرة في التاريخ – الخروج عن نطاق الكرة الأرضية (.. ناهيك عن دوره في حمل أقمار الاتصالات الفضائية)!.

٭ وفي المركز السابع يأتي الروبوت (أو الإنسان الآلي) الذي أنيطت به مهام كثيرة خطيرة – من المصانع وغرف الجراحة ومركبات الفضاء/ إلى مواقع البناء وأعمال الصيانة والمهام الصعبة.

٭ وفي المركز السادس يأتي تفجير الذرة الذي رغم سمعته السيئة (لارتباطه بتفجيري هيروشيما ونجازاكي) إلا أنه وفر طاقة سلمية رخيصة، وأنقذ حياة المصابين بالسرطان من خلال علاجهم إشعاعيا..

٭ ثم تأتي الخلية الشمسية التي رغم أهميتها في تحويل الضوء الى كهرباء إلا أنني أستغرب (مرة أخرى) وضعها في المركز الخامس – خصوصا أنها أقل أهمية من الطائرة والعلاج الإشعاعي.. بل والكهرباء نفسها!

٭ وفي المركز الرابع يأتي شعاع الليزر بسبب التطبيقات الكثيرة التي بنيت عليه وأصبحت أساسا لكثير من الصناعات الحديثة (..)!!

٭ وفي المركز الثالث يأتي الكمبيوتر الذي (كما هو معروف) شكل أساسا لتطبيقات كثيرة يصعب الاستغناء عنها اليوم – من قطاع المكاتب والبنوك الى شبكة الاتصالات والانترنت!

٭ وفي المركز الثاني يأتي القلب الصناعي الذي انقذ حياة الملايين من مرضى القلب وساهم في هبوط المرض من قائمة اكثر الاسباب المؤدية للوفاة الى درجة تهميشه مستقبلا!!

٭ أما صاحب المركز الأول فهو (الاستنساخ) الذي طبق لأول مرة في اسكتلندا على النعجة دوللي.. ورغم المشاكل الأخلاقية التي يثيرها الاستنساخ الا ان أهميته تكمن في تصنيع أعضاء بديلة – كالكلى والقلب والكبد – كفيلة بإنقاذ ملايين البشر!

.. وفي الحقيقة هناك اختراعات أكثر أهمية وأعظم تأثيراً تجاهلها البرنامج؛ فهناك مثلا الطباعة الآلية (التي ساهمت في شيوع المعرفة بعد أن كان الجهل والأمية القاعدة لا الاستثناء) والكهرباء (التي تعد الأم المحرك لكل الابتكارات الحديثة) والهاتف (الذي وفر إمكانية التواصل والتخاطب من أي مكان بالعالم) وكذلك التلسكوب والميكروسكوب (اللذان فتحا أبصارنا وأذهاننا على عوالم ظلت خافية منذ الأزل)..

.. وبالطبع.. من ينسى نظارته!!

فهد عامر الأحمدي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى