ابتكارات جديدهالمجلة

عامل أمريكي فقير يرسم قصة اختراع المصعد

تعود فكرة المصاعد في الأبنية إلى أكثر من 2400 سنة قبل الميلاد، من قبل الفراعنة في الأهرامات، والتي كانت تعمل على الطاقة البشرية أو الطاقة الحيوانية، ولكن المصعد الحديث يعود إلى المخترع الأمريكي “أليشا أوتيس” الذي نشأ معتل الصحة ومعدما ويفتقر إلى التعليم الأكاديمي.

وكان النموذج الأول الذي ابتكره أوتيس عبارة عن نظام جديد وآمن للمصاعد يعتمد على ما يعرف بالكابح والذي يوفر أقصى درجات السلامة والأمان لمن هم في داخل هذه المصاعد .

تعتبر سيرة حياة المخترع الأمريكي أليشا أوتيس مثيرة للإعجاب والاحترام، فقد ولد في عام 1811 في منطقة فيرمونت في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأخ الأصغر لستة أخوة، كان فقير الحال ويعاني من اعتلالات صحية دفعته لترك المدرسة والهجرة إلى نيويورك حيث عمل هناك لمدة خمس سنوات ثم عاد إلى بلدته فيرمونت وأنشأ مطحنة قمح والتي حولها لاحقا إلى مصنع صغير لنشر الأخشاب.

وبسبب الركود الاقتصادي الذي شهدته البلاد في تلك الفترة الزمنية وتدهور حالته الصحية، اضطر إلى غلق مصنعه المتواضع والانتقال إلى مدينة نيويورك حيث عمل في عام 1852 كموظف في معمل.

أثناء عمله في ذلك المعمل لاحظ أنه يلزم رفع آلات كبيرة إلى الطوابق العلوية، فأخذ بتصميم مصعده الأول وقبل أن ينتهي من ذلك توقف العمل في المعمل بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، فأضطر إلى ترك عمله كموظف في ذلك المعمل واستدان بعض المال وأسس أول معمل لصنع المصاعد، وفي عام 1853 عرض أول مصعد للبيع بمبلغ 300 دولار أمريكي، ومع الأسف لم يقدم أحد على شراء أي منها.

وفي عام 1854 عرض أوتيس مصعده ضمن فعاليات المعرض العالمي الذي أقيم في كريستال بالاس في نيويورك، وقد انبهر الجمهور بهذا الاختراع، وخصوصا عندما ركب أليشا في داخله وارتفع لمسافة 40 قدما ثم طلب من مساعده أن يقطع الحبال، وبالفعل تم قطع الحبال وبقي المصعد في مكانه ولم يسقط على الأرض، وبذلك حاز اختراعه على ثقة الجمهور وتم التأكد من انه آمن ويمكن الاعتماد عليه للتنقل بين الطوابق المختلفة ضمن البناء الواحد.

تسابقت كبريات الصحف والمجلات على نشر تفاصيل هذا الاختراع المهم، وانهالت على معمله طلبات الشراء وتوسعت الشركة التي أسسها أوتيس لتصنيع المصاعد لتشمل كافة قارات العالم ولتفتتح فروعا لها في أكثر من 200 دولة حول العالم.

واختراع المصاعد كان السبب المباشر في توسع المدن والأبنية فيها بشكل عامودي، وظهور ناطحات السحاب والتي تحتوي على العديد من المصاعد المتطورة والمريحة للغاية.

عن موقع آفاق علمية
المهندس أمجد قاسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى