المجلةبنك المعلومات

برنامج الملك عبد الله لأبحاث النانو.. نقلة نوعية في مجال البحث العلمي

يعتبر علم النانو أقرب العلوم بدون منازع إلى مصطلح العلوم المتعددة التخصصات حيث أن تقنية النانو تستخدم في مجالات متنوعة كاستخدامات الطاقة وتقنياتها، في مجال الاتصالات والمعلومات وفي تعليب الأغذية وتصنيعها وحتى في صناعة بعض الأدوات المنزلية. ولعل الاستخدام المكثف لتقنية النانو كان في المجال الطبي والعلمي على سبيل المثال المجهر الإلكتروني الماسح STM يستخدم لتكبير الأشياء الصغيرة ملايين المرات بحيث يمكن للباحث دراستها بتفاصيلها الدقيقة عن طريق الحصول على صورة رقمية مفصلة لها وكذلك تم تطوير جهاز بتقنية النانو يزرع في الجسم بحيث يغني الأشخاص المصابين بمرض السكري عن استخدام حقن الأنسولين وهذا مجرد مثال على أحد الاستخدامات المبدئية لتقنية النانو، ومثال آخر على استخدام هذه التقنية في المجلات الطبية العلاجية والوقائية استخدام أجهزة مثل نانو روبوت، يمكن الجراحين من السيطرة على الأجهزة الدقيقة أثناء إجراء العمليات الجراحية الدقيقة والحرجة، حيث يستخدم الجراح عصاة التحكم تمكنه من التحكم بذراع الروبوت الذي يحمل الأجهزة الدقيقة وكاميرا مصغره وذلك ليحول التحركات الكبيرة إلى تحركات صغيرة وهذا يتيح مزيدا من الدقة الجراحية

ويقدر د.ريتشارد سمالي الحائز على جائزة نوبل في تقنية النانو أن هذه التقنية سوف تساهم في كثير من المنتجات في مجال الزراعة والغذاء بقيمة 2 مليار دولار وسوف تزيد إلى 20 مليار بحول عام 2010م، ولا يخفى علينا أن هناك بعض المنتجات مثل المضافات إلى الغذاء أنتجت عن طريق تقنية النانو ومثل هذه المنتجات موجودة في بعض أنواع الغذاء مثل بعض أنواع العصائر، ومن المتوقع أن تساهم تقنية النانو في تحقيق تقدم في كثير من مجالات الزراعة والغذاء والطاقة وكذلك توفير الماء النقي،تعتبر هذه التقنية حديثة على المستوى العالمي.

ومن اجل نشر ثقافة البحث العلمي في مجالات أبحاث النانو وكذا بناء صرح علمي عالمي على أسس متينة ليكون رافداً من روافد الاقتصاد المعرفي في المملكة. جاء تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمبلغ اثني عشر مليون ريال من حسابه الخاص لتمويل أبحاث النانو في الجامعات وإيجاد بنيه تحتية من شأنها مواكبة ما وصلت إليه المراكز العالمية من تقدم في هذه التقنية .

أهداف البرنامج

يأتي برنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز لأبحاث النانو ليحقق عدد من الأهداف أهمها :

ـ مواكبة التقدم الحضاري.

ـ استخدام أحدث التقنيات في تدريب وتعليم الطلبة والطالبات بحيث لا تكون مخرجات التعليم متخلفة عن الركب الحضاري.

ـ إثراء البحث العلمي وتطويره.

ـ رفع مستوى المعيشة.

خطة إستراتيجية

تتميز جامعة الملك سعود بخبرتها العريقة وقدراتها البشرية التي من الممكن توجيهها في بناء قاعدة صلبة للبحث العلمي والتواصل مع المستجدات في مجال العلوم والتقنية. تسعى الخطة الإستراتيجية لبرنامج النانو في الجامعة الى استثمار منحة خادم الحرمين في محاور التأهيل والتدريب والبحث والتثقيف في مجال علوم وتقنيات النانو. تحوي الخطة الإستراتيجية للبرنامج على ثمانية أهداف (منها سبعة على المدى القصير والثامن على المدى الطويل) مرتبطة بفترة زمنية و ميزانية محددة، وتتميز هذه الأهداف بتداخلها وترابطها لتشكل منظومة كاملة للعمل.

أهداف برنامج النانو

الهدف الأول:

إعداد وتأهيل الخبرات المحلية في مجال تقنيات النانو

يتم التركيز في هذا الهدف على تطوير القدرات البشرية الوطنية في مجال النانو والاستفادة من خبرات المراكز والجامعات العالمية المتميزة في هذا المجال. يسعى الهدف إلى رفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس والفنيين في الجامعة إلى درجة تؤهلهم إلى المشاركة في البحث والنشر والتدريس والتدريب في مجال علوم وتقنيات النانو بشكل منافس على المستوى الدولي.

الهدف الثاني:

الاستعانة بالخبرات من خارج المملكة من متخصصين في علوم وتقنيات النانو

يتم التركيز في هذا الهدف على استقطاب المتميزين من العلماء والباحثين في مجال النانو ممن لهم سابق خبرة في الجامعات والمراكز العلمية العالمية المرموقة. يسعى الهدف إلى نقل الخبرات العالمية في مجال النانو إلى الجامعة للمساهمة في دفع عجلة البحث والنشر العلمي و التدريب في نفس المجال، و اختزال الوقت و إثراء برنامج النانو بأهدافه المختلفة.

الهدف الثالث:

تطوير برامج أكاديمية بالجامعة مرتبطة بعلوم وتقنيات النانو

يتم التركيز في هذا الهدف على تعريف طلاب الجامعة بعلوم وتقنيات النانو وحثهم على المشاركة في الأنشطة العلمية المختلفة في هذا المجال. يسعى الهدف إلى تهيئة و تأهيل الطلاب على المستويين البكالوريوس والدراسات العليا وربطهم بأحدث المستجدات في هذا المجال.

الهدف الرابع:

بناء البنية التحتية للبحث والتطوير في مجال علوم وتقنيات النانو

يتطلب هذا الهدف إنشاء البنية التحتية والتجهيزات المعملية ذات العلاقة بعلوم وتقنيات النانو في الجامعة. يوفر الهدف البيئة المناسبة للعلماء والباحثين داخل الجامعة في الأقسام المعنية مما يكمنهم من تنفيذ المشاريع البحثية والتطويرية.

الهدف الخامس:

دعم مشاريع وأبحاث النانو في كليات الجامعة المختلفة

يقوم هذا الهدف بتوفير الدعم المادي المباشر للمشاريع البحثية والتطويرية في مجال علوم وتقنيات النانو المقدمة من قبل أعضاء هيئة التدريس في الجامعة.

الهدف السادس:

وضع استراتيجية للتعاون والتنسيق في مجالات علوم وتقنيات النانو مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية

تتميز جامعة الملك سعود بقربها المكاني وعلاقاتها الوثيقة بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مما يتطلب دعم التنسيق و تأصيل التعاون بين الجهتين لضمان الاستفادة القصوى من الإمكانيات المتوفرة فيهما.

الهدف السابع:

نشر الوعي العلمي على المستوى الاجتماعي والتربوي بعلوم وتقنيات النانو

يسهم هذا الهدف في تفعيل الترابط بين الجامعة والمجتمع عن طريق تقديم علوم وتقنيات النانو بشكل مبسط لجميع شرائح المجتمع. يبرز هذا الهدف اهمية البحث والتطوير في مجال النانو مما ينعكس ايجابا على مستوى المشاركة والتفاعل في الانشطة العلمية.

الهدف الثامن:

إنشاء معهد مستقل لأبحاث علوم وتقنيات النانو في الجامعة

تسعى الخطة الإستراتيجية لبرنامج النانو في جامعة الملك سعود لنقل وتوطين التقنية وتوفير البيئة المناسبة لانشاء معهد مستقل على المدى الطويل. يعول على هذا المعهد الاشراف والدعم والتنسيق لجميع الأنشطة المختلفة ذات العلاقة بعلوم وتقنيات النانو في الجامعة. تتطلع الجامعة الى أن يكون هذا المعهد أنموذجا متميزا في البحث العلمي يؤصل لروح العمل الجماعي و يفتح قنوات شراكة بين الجامعة والقطاعين الحكومي والخاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى