استثماراختراعات للاستثمار

عدنان وحوّد تطوير صناعة النسيج على المستوى العالمي

بعد حصول “عدنان وحوّد” على الشهادة الثانوية، وكان حينئذ صاحب خبرة في مهنة النسيج من خلال تعلمه على يد والده وعمله في معامل النسيج ودراسته في الثانوية الصناعية، رغب في دراسة الهندسة الميكانيكية والتخصص في علوم النسيج وصناعة آلاته، فتوجه إلى ألمانيا في العام 1971 للدراسة فيها.

بعد ان استقر به الحال في المانيا، ركز في البداية على تعلم اللغة الألمانية وأنجز دراسة سنة تحضيرية تؤهله للبدء في الدراسة الجامعية. وفي دراسته الجامعية اختار فرع الميكانيكة في جامعة “آخن” الهندسية المشهورة، وهي نفس الجامعة والفرع الذي تابع فيه الزعيم التركي الراحل “نجم الدين أربكان” دراساته العليا. في هذه الدراسة تعمق (وحوّد) في دراسة الرياضيات والفيزياء والميكانيكة وعلوم التعدين، وفي مراحل التخصص اختار التخصص في بناء آلات النسيج، وفي عام 1980 حصل على شهادة الماجستير وسجل شركة “سولتزر” السويسرية أول اختراع باسمه في عام 1981 وفي عام 1983 حصل في المعرض العالمي لآلات النسيج في “ميلانو” على جائزة صناعة الآلات الميكانيكية والمنشآت الألمانية.

في مطلع عام 1981 تم تعيين وحود, مهندس أبحاث في جامعة آخن الهندسية، وتقلد هذا المنصب حتى بداية عام 1987 حيث حصل على درجة الدكتوراه. وفي هذه الأثناء قام بإجراء العديد من الأبحاث العلمية ونشرت نتائجها في المجلات العلمية في أوروبا وكثير من دول العالم، وبلغ عددها الثلاثون منشوراً علمياً.

خلال فترة مزاولة عمله في الصناعة سجل له في ألمانيا ما يقارب 75 اختراعاً، أغلبها سجّل فيما بعد في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واليابان والصين وتركيا.

في عام 2004 حصل على وسام المخترعين في ألمانيا وفي عام 2011 على وسام الإبداع في معرض تكنولوجيا النسيج في فرانكفورت.

في عام 1987 انتقل للحياة الصناعية وعين رئيس قسم الأبحاث والتطوير لدى مؤسسة “دورنييه” لصناعة آلات النسيج في جنوب ألمانيا واستمر نشاطه حتى نهاية عام 2011، وخلال تلك الفترة كون علاقة جيدة بمصانع النسيج في تركيا، وكان يزور تركيا بشكل دوري ليقدم للمشاريع الصناعية والاستشارات الصناعية، خاصة في مجال صناعة الأقمشة في مختلف المجالات، والعديد من مصانع النسيج الحالية في تركيا تعمل بالآلات التي تتضمنها اختراعاته.

عندما وصل “عدنان وحود” إلى فيينا عاصمة النمسا في العام 1971، لم يكن مسلّحاً بأي شيء تقريباً سوى ما خبرات واسعة جناها من سنوات عمله مع والده في مجال صناعة النسيج على النوال اليدوي في سـوريا. هذا كل شيء، لا مال ولا لغـة ولا فهم لطبيعة المجتمع الجديد. كان عليه ان يبدأ حيـاة جديدة مختلفة تماماً، وأن يثبت نفسه في هذا العالم المختلف كلياً عما نشأ عليه.

بدأ حياته الجديدة ببعض المال، كان يقضى المساء في تعلم اللغـة الألمـانية ويقضي الصباح في العمل كموزّع للمواد الدعائية كوظيفة أساسية تسدد احتياجات يومه الأساسية فقط. وعندما تمكّن من إجادة اللغـة الألمـانية انتقال الى مدينة آخن الألمـانية للبدء في دراسة الهندسة الميكـانيكية صبـاحاً، وبيع الجرائد كوظيفة جانبية تضمن له قوت يومه. واستطاع بالفعل الحصول على درجة البكالوريوس والماجستير ثم درجة الدكتـوراة التي أهلته لكي يصبح خبيراً ذا شهرة عالمية في مجال صناعة آلات النسيج وتطويرها في ألمانيا واوروبا، ومن اهم رواد الاعمال العرب في المهجر.

أكثر ما ساعد وحود في تميزه الاكاديمي هو أنه كان يعمل منذ نعومة أظفار في مجال النسيج لدى والده على النول اليدوي، فتشرّب بشكل كامل حرفة النسيج في عروقه وأصبح لديه خبرات واسعة بها بشكل نظري وعملي وتطبيقي، زادتها الدراسة الاكاديمية المتميزة التي حصل عليها في الجامعات الألمانية، وهو ما جعله هدفاً لأكبر شركات النسيج الأوروبية كخبير ومستشار مخضرم في هذا المجال بعد أن قدم العديد من الاختراعات والتطويرات حققت صدى واسعاً ، حتى أن بعض أساتذة الجامعة أطلقوا لقب “بابا النسيج” عليه.

لاحقاً، توالت العروض الكبرى من الشركات في ألمانيا وسويسرا وبلجيكا إلا انه قرر الاستقرار في ألمانيا وعمل مع العديد من الشركات الألمانية، حتى تقاعد في العام 2011 متفـرغاً لإنجاز بعض الأعمال التطوعية في بلده الأصلي سوريا، حيث أسس مركزاً طبياً في ريف حلب، توسّع لاحقاً ليفتتح ستة فروع إضافية.

زر الذهاب إلى الأعلى