بنك المعلوماتالمجلةشخصيات فنيةعباقرةمبدعون

آدم مورس المُخرج الكفيف الذي ألهمَ الكثيرين بقصّته وكفاحه

كان حُلم المخرج البريطاني الشاب “آدم مورس”, صاحب الـ 28 عامًا, أن يُصبح صانع أفلام سينمائية، ومن أجل تحقيق هذا الحلم, درسَ “آدم” مطوّلًا، وجرّب الكتابة وكذلك التمثيل، لكنَّ مشواره الفنّي الطموح بدأَ فعليًّا في عام 2014 مع فيلم قصير باسم “The Window”، وهوَ ما لفتَ الأنظار إليه قبل أن يتوجّه لمشروعه التالي كأوّل فيلم طويل، لكنَّ بصرهُ خانه في واحدة من أهم لحظات حياته, فقبل أسبوع فقط على إطلاق أول أفلامه الطويلة Lucid، وفي مفاجأة مُحزنة أَعْلَنَ المخرج الشاب لأول مرة أنَّه في الحقيقة مُسجّل الآن كـ شخصٍ أعمى بإعاقة بصرية! وكان بصرهُ قد بدأَ يضعفُ تدريجيًّا منذ 9 سنوات نتيجةَ خلل نادر في خلايا الإبصار عنده، وهو حاليًا في آخر مراحل المرض حيثُ يُمكنه بصعوبة تمييز المحيطات من حوله، ومتوقّع للأسف أن يفقد بصره تمامًا في وقتٍ لاحقٍ، ولكنه رغم ما يُواجهه لم يتوقف عن العمل الذي يحبه أكثر من أيّ شيءٍ آخر، وأصرَّ على إكمال العمل على فيلمه حتى النهاية، بل أصرَّ على عَدَمِ استخدام عصا أو الاستعانة بأحد كلاب مرافقة المكفوفين، محتضنًا موهبته وقدراته وآخر ما تبقّى من بصره كاسرًا كل الحواجز.

آدم مورس المُخرج الكفيف الذي ألهمَ الكثيرين بقصّته وكفاحه

وتعليقًا على سؤال كيف أمكنه خوْض تجربة إخراج فيلم رغم تلك الظروف العصيبة. قال آدم: “لقد كانَ كلُّ يومٍ بمثابة تحدٍّ جديدٍ لي ولا زال، لكني لم أنظر للأمر على أنَّه عقبةٌ بالنسبة لي، بل تركّز تفكيري فيما يُمكنني عمله وليْس ما أعجز عن القيام به”.

وعلى عكس ما هو متوقّع في تلك الظروف، فإنّ “آدم” لم يستسلم لتلك الإعاقة التي فاجأته وحطمت خططه بالكامل، لكنه استطاع بذكاء استخدام المتوفّر في محيطه لكي يُكمل عمله مهما تكلّف الأمر، فقد استخدم قارئ الشاشة في الحاسوب لكتابة نَص الفيلم، كما حرص على حفظ محيطات موقع التصوير جيدًا؛ منعًا لأن يتعثر أو يتأذى، ولكي لا يكون ذلك عائقًا له خلال عمله، وباستخدام شاشة ضخمة (60 إنش) تمكّن من عرض اللقطات خلال التصوير ليسهل عليه تمييزها، مستعينًا كذلك برفيقه في العمل السينمائي المصوّر “مايكل ديريكس Michel Dierickx” لكي يكون هوَ عيْنه خلال العمل على اللقطات.

 

آدم مورس المُخرج الكفيف الذي ألهمَ الكثيرين بقصّته وكفاحه
آدم مورس المُخرج الكفيف الذي ألهمَ الكثيرين بقصّته وكفاحه

 

وقد تمكن بالفعل وشجاعة يحسد عليها من استكمال العمل على فيلمه دون أن يُشعر أحدًا بأنَّ بهِ شيئًا، لدرجة أنَّ “بيلي زين” أحد الأبطال الرئيسيين في الفيلم تفاجَأ بالأمر تمامًا بعد مرور أكثر من نصف مدة التصوير، إلّا أنّ بعض العاملين في موقع التصوير كانوا على عِلم باعتلال بصره رغم ذلك، وكانوا يحذّرونه في حال وُجدت أي عقبات غير محسوبة في طريقه.

الحلم الصافي

ويتناول فيلمه “لوسيد” عن: ذلك الشاب الوحيد المنطوي على ذاته “زِل”، والذي يقعُ في حُب فتاة حيوية تُمارس الرقص، ولكنه لا يستطيع استجماع شجاعته للإفصاح عن مشاعره لها، حتى يأتيه جاره غريب الأطوار ويُقنعه بتجربةٍ تقنيةٍ حديثةٍ تُستخدم للعلاج التجريبي وتُسمّى “Lucid Dreaming الحلم الصافي”، حيثُ تتجسّد أحلامك أمامك بينما تَعي جيّدًا أنَّك تحلم، ورغم دخولك عالم الأحلام إلّا أنَّك تملك التحكّم في سيْر الأحداث والشخصيّات لتكوّن حلمك الخاص!

وقد ساعد ذلك الشاب على أن يكون أكثر جُرأةً بالفعل، ولكن ذاك السعيْ الرومانسي يؤدي به إلى مناطق خطرة!)

زر الذهاب إلى الأعلى