المجلةالتطوير النفسيبنك المعلوماتتطوير الذات

أطلق اسم الباحث السعودي عبد الجبار على كوكب ناسا المكتشف حديثًا

لم يكن يعلم الباحث السعودي الشاب “عبد الجبار الحمود” أن شغفه وحبه للعلم سيقوده إلى أعلى المراتب العلمية وانتسابه لأشهر وأهم وكالة فضائية فى العالم وهي  وكالة “ناسا” الأميركية، لكن ما حصل له كان أكثر مما طمح إليه. حيث حاز مشروعه العلمي على لقب أفضل مشروع حول العالم، وتبنته والكالة العالمية الاشهر فى علوم الفضاء “ناسا”، حتى انها قامت بتسمية أحد الكواكب باسمه، كان للحمود مشوار طويل مع الإنجازات العلمية، بدأه في بلاده السعودية، ثم في دول خليجية وصولاً إلى الولايات المتحدة.

ولد عبد الجبار بن عبد الرّزّاق الحمود عام 1996م هو طالب سعودي مبتعث في جامعة بوسطن الأمريكية. شارك الحمود في مسابقة إنتل الدولية للعلوم والهندسة في 2015 عن بحثه بعنوان “استخدام فيروس TRV عن طريق تحرير الجينوم باستخدام نظام CRISPR/Cas9” وفاز بجائزة “Dudley R. Herschbach SIYSS Award” وكُرِّمَ على بحثه. قامت وكالة ناسا عام 2015 بتكريمه وذلك بإطلاق اسمه على كويكب 31926 الحمود (بالإنجليزية: 31926 Alhamood)‏ الواقع في حزام الكويكبات والمكتشف في سنة 2000م.

الحمود، هو الأخ الأصغر من بين خمسة أخوة، نشأ في بيئة متماسكة ومحبة للعلم والمعرفة ، فوالده كان يعمل مهندساً استشارياً في شركة أرامكو السعودية وتقاعد عن العمل عام 2015، ووالدته السيدة ساهرة الخنيزي كانت تعمل مدرسة تغذية وأسس أسرية وتقاعدت هى الأخرى في السنة، وقد كانت عائلته دائمة السفر في فترة الإجازة، وكان والداه ينتهزان الفرصة لإثراء أبنائهم بالعلم والمعرفة من خلال البرامج المتنوعة التي يشتركون بها لتنمي مواهبهم .

وبالإضافة إلى هذا فقد صقل الحمود شغفه العلمي من خلال الصحف الإلكترونية العلمية والبحوث العالمية التي تنمي إدراكه عندما كان في المرحلة الابتدائية، حتى أنه كان يقوم بتبسيط المعلومات الدراسية لزملائه في الفصل، فقد كان عبدالجبار مثالا للطالب الملتزم الذي لم يتخلف عن حضوره للحصص اليومية، كما كان يتطوع في الجمعيات الخيرية ليقدم أبحاثه العلمية للطلبة الصغار.

منذ نعومة أنامله، كان الحمود يتمتع بالهدوء وذا شخصية رزينة، يعتمد على جهده وفهمه في شؤونه المدرسية، يطلب المساعدة من والديه وإخوته عند الحاجة، لكن اعتماده على الصحف الإلكترونية العلمية، والبحوث العالمية منذ المرحلة الابتدائية، صقلت تفكيره وإدراكه ليتعدى مستوى الدرس المنهجي.

خاض الحمود تجارب عدة في المسابقات العلمية، منها مسابقات الروبوت العالمية التي بعثت فيه روح القيادة، ومشاركاته في مؤتمرات الأمم المتحدة التي أظهرت فيه حب المعرفة في مختلف المجالات.

كما شارك الحمود في المسابقات العلمية على مستوى السعودية في نهاية المرحلة المتوسطة بمجهود شخصي وبدعم الوالدين المادي والمعنوي ودعم المدرسة في مجال الروبوت وكان حليفه الفوز بميدالية ودرع، وكذلك بجوائز رمزية، كما شارك في مسابقة المجال العلمي ببحث عن الطاقة، وتأهل على مستوى الشرقية ومن ثم تنافس على مستوى السعودية.

في مرحلته الثانوية تأهل للنهائيات في بحث نظام الحماية من الحرائق (آي إس إس) الذي أقيم على مستوى المنطقة الشرقية، ثم على مستوى السعودية، ولم يتأهل لشرف المنافسة على المستوى العربي.

كما الحمود شارك في المرحلة الثانوية مع زميل له في برنامج (ايسك) في قطر، ودخل مسابقة في الولايات المتحدة الأميركية في بحث استخراج الذهب من بكتيريا الستونيا باستخدام البيئة المعدنية الرملية».

أجرى الحمود بحوثه في مختبرات جامعة الملك عبد الله للبحوث (كاوست) كجزء من دعم هذه الجامعة للموهوبين. وتوج عبد الجبار في مسابقة “إنتل آيسيف” العالمية، وحصل على المركز الأول.

الحمود محاضراً

وفي 9 ديسمبر 2015 ألقى الحمود محاضرة في مركز نوبل في جامعة كارولينا للطب والأحياء عن مشروعه مع زميلين آخرين، وهو الفريق الذي حقق الفوز في مسابقة العلوم “إنتل آيسيف”، وشهدت كلمته إقبالاً من نحو 1500 باحث من مختلف المستويات حول العالم، وتضمن البرنامج لقاء وديًا بين عبد الجبار وبعض العلماء الحائزين على جوائز نوبل.

وتلقى الحمود إشادة من عدد من العلماء المشاركين، معتبرين أن فحوى البحث الذي قام به ومساعدوه، المتعلق بعلم الجينات للنباتات، يحمل تميزًا نوعيًا، وتوصل الفريق إلى مخاطر حقن النباتات بالفيروسات على الصحة العامة، فقد كان المتعارف في السابق حقن النبات بفيروس ليناسب ملاءمته للظروف البيئية وتحسين نوع النبات، ولكن النتيجة أن ذلك الفيروس يبقى في النبات، وقد يسبب ضررا جانبيا أو أساسياً للإنسان عندما يأكل الثمار، ويؤدي إلى حظر دخول المنتجات التي تحمل هذا الفيروس في الكثير من البلدان.

واستطاع الحمود في بحثه العلمي والتطبيقي أن يتخلص من هذا الفيروس بحقن النبات بفيروس مضاد، بحيث يستطيع النبات التخلص من الفيروس المضر، وتصبح النبتة صالحة وخالية من الفيروسات المضرة، وكذلك إمكانية زرع النباتات المثمرة في غير بيئتها كصحراء السعودية، وهي الفرضية التي أثبتها في مختبرات (كاوست).

الإنجازات

شارك الحمود في العديد من المسابقات العلمية أثناء دراسته في المرحلة المتوسطة والثانوية في السعودية، حيث حصل على ميدالية ودرع وجوائز رسمية أخرى في مجال الروبوت، كما وصل للمرحلة النهائية في المشاركة بمسابقة بحث نظام الحماية من الحرائق على مستوى المنطقة الشرقية، وحصل على المركز السادس على المستوى المحلي والثالث عربياً لمشاركته في برنامج ايسك الذي أقيم في قطر نظير بحثه العلمي في مجال علوم النبات، فنال فرصة المشاركة بحفل جوائز مركز نوبل للعلوم والأبحاث لمدة عشرة أيام وقد تم تكريمه في الحفل الذي وقع في السويد وحضره كبار العلماء والباحثين ممن نالوا جوائز نوبل العالمية من ضمنهم الدكتور الايرلندي و”ليام كامبل” والياباني “تاكااكي” و”انفس ديتون” و”ساتوشي اومورا” و”بول مودريش”، وقد استمع كل هؤلاء العلماء إلى البحث الذي قدمه عبدالجبار الحمود والذي كان بعنوان “استخدام فيروس TRV عن طريق تحرير الجينوم باستخدام نظام CRISPR/Cas9” وقد عرض الحمود نتيجة بحثه حيث تمكن من التخلص من الفيروس عن طريق حقن النبات بفيروس مضاد لتصبح النبتة خالية من الفيروسات الضارة وإمكانية زراعة نباتات مثمرة في بيئة غير بيئتها مثل صحراء السعودية، وقد ثبتت هذه التجربة في مختبرات كاوست. وقد أثنى على بحثه هذا كبار العلماء من الحضور حيث اعتبروه بحثا مثاليا وثورة في عالم جينات النبات، وتم تكريمه ومنحه جائزة مقدارها 8000 دولار أمريكي من قبل المركز .

كُوكب جديد باسم “الحمود”

لم تمر الثورة العلمية التي قدمها الحمود في مجال علم النباتات الحيوية مرور الكرام، بل لاقت استحسانا وإقبالا كبيراً يفوق التصورات، فقد حصل على تكريم فريد من نوعه من قبل وكالة ناسا، حيث قامت بتسمية الكوكب الجديد الذي تم اكتشافه من قبل فريق البحث لديها في مختبرات لينكون بولاية نيو مكسيكو الأمريكية، باسم “الحمود” نسبة إلى عبدالجبار الحمود، وذلك لما حققه من نجاح في أبحاثه العلمية، ووصوله إلى المرتبة الأولى في برنامج انتل ايسف العالمي نظير الثورة العلمية الجديدة التي قدمها في بحثه في مجال علم النبات الحيوي .

زر الذهاب إلى الأعلى