اختراعاتاختراعات بيئية

فينسنت ويجلزوورث.. الأب الروحي لفسيولوجيا الحشرات

فينسنت ويجلزوورث : علم الحشرات هو واحد من الفروع الرئيسية لعلم الحيوان ويختص بدراسة العناكب والسوس والنمل وغيرها من الحشرات. وعلم الحشرات هو علم يدرس من قديم الزمان ولكن فسيولوجيا الحشرات أو وظائف أعضاء الحشرات علم جديد تماما كان أول من درسه عالم أحياء بريطاني يسمى فينسنت براين ويجلزوورث.

ولد ويجلزوورث يوم  17 ابريل عام 1899 في لانكشاير لأب يعمل طبيب. في البداية، كان يتطلع للسير على نهج عائلته ليعمل في مجال الطب، لكن أثناء منحة دراسية في كمبريدج اقترح عليه أحد الأساتذة أن يحقق في افرازات الصرصار. فكانت تلك هي نقطة التحول والأنطلاق نحو البحث في عالم الحشرات.

كان عام 1926 هو عام الحسم في حياته المهنية، فقد تم تعيينه كمحاضر في مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي وبدأ يحقق في الأنظمة الرئيسية لمجموعة من الحشرات المهمة لدراسة الطب.

في عام 1934 أنتج ويجلزوورث كتابًا صغيرًا أسمه فسيولوجيا الحشرات والذي لا يزال إلى الآن يعتبر نصًا كلاسيكيًا للطلاب. بعد 5 سنوات نشر كتاب ثاني عن المبادئ الشاملة لفيسيولوجيا الحشرات واستمر يحدث محتوياته من خلال سبع طبعات. الحقيقة أن ويجلزوورث كان فخورا جدا بالكتاب لأنه من وجهة نظره يجاوب عن جميع الأسئلة التي قد تخطر على بال أي شخص يعمل على الحشرات.

كان ويجلزوورث مهموما بتوفير المعرفة المباشرة لذا نشر نصوصًا مهمة حول كل جانب تقريبًا من آلية الحشرات وقام بذلك بطريقة منهجية. والحقيقة أن كان له العديد من الاكتشافات المميزة أبرزها على الإطلاق الأكتشاف الخاص بفك تشفير نظام الهرمون الذي يتحكم في نمو الحشرات وتحولها وتكاثرها مثل تحول اليرقة إلى خادرة. ساعده في ذلك أمرين، الأول أنه استطاع أن يحدد دورة إفراز الغدد الدقيقة في دماغ الحشرات. والثاني القدرة على تربية  حشرة استوائية ماصة للدم أسمها رودنيوس بروليكسوس في معمل مدرسة لندن. عن تجربة، أثبتت تلك الحشرة أنها مثالية تماما لإجراء أبحاث الحشرات، وهي الآن بالنسبة لعلماء الأحياء الأكثر شهرة وفهمًا من ضمن جميع الحشرات.

لفت ويجلزوورث الانتباه على نطاق واسع في عام 1960 حين ناقش في محاضرة كيف ترفرف الذبابة بأجنحتها أكثر من 1000 مرة في الثانية وقال إن أعصاب الذبابة  تقوم فقط بتشغيل وإغلاق الرفرفة وأن سرعة الرفرفة تتحكم فيها عضلات ومرونة جسم الحشرة.

كتب ويجلزوورث 300 ورقة علمية بين عام 1926 وعام 1993، أغلب الوقت كان يعمل بمفرده حتى أن 6 ورقات فقط من ال 300 شاركه فيهم باحثين آخرين.

كان لديه قدرة هائلة على العمل المضني، وموهبة رائعة في التصميم التجريبي مما جعل كل تجاربة تسفرعن معلومات قيمة. ونادرا ما كان يستخدم معدات معقدة، وطول الوقت كان يدلل على أن العلم الأساسي تحقيقه ممكن باستخدام المنهجية الكلاسيكية البسيطة.

المكان الوحيد الذي كان تواجده فيه يحقق له السعادة هو معمله الخاص. كان ويجلزوورث شخص لطيفً، متحفظ لدرجة الخجل، يظهر روح دعابة ساخرة لكن وراء كل ذلك كان من الواضح دائمًا أنه يتمتع بعقل تحليلي خارق.

كان ويجلزوورث مهتما بالقضايا التطبيقية مثل تطوير المبيدات الحشرية الاصطناعية وكان مهتما كذلك بإمكانية استخدام اكتشافه لهرمونات الحشرات لأغراض تطبيقية.

بعد وفاته، كتبت صحيفة الجارديان البريطانية، في استعراضها لمسيرته المهنية: “لقد كشف الكثير من أسرار الحشرات اليومية؛ كيف تلتصق أقدامهما بالأسطح،  وكيف يتنفس بيضها؛ وكيف تعمل أدمغتها وأنظمتها العصبية”. ووصفته صحيفة ذا تايمز أوف لندن بأنه “السلطة العالمية المعترف بها بشأن هرمونات الحشرات” وقالت عنه صحيفة ذا ديلي تليجراف البريطانية أن ما توصل له ويجلزوورث من نتائج خاصة بهرمونات الحشرات مهدت الطريق نحو ظواهر مماثلة في الأنواع الأخرى.

توفي فينسينت ويجلزوورث في سن 94 عام في مدينة كمبردج في إنجلترا بعد ما حقق انجازا  حقق مثله عدد قليل من العلماء وهو تأسيس علم جديد، علم فسيولوجيا الحشرات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى