مبدعونشخصيات أدبيهنابغون

جاك دريدا رائد التفكيك.. (1930-2004)

جاك دريدا رائد التفكيك.. (1930-2004)

جاك دريدا رائد التفكيك.. يعتبر الفيلسوف والمفكر الفرنسي جاك دريدا مؤسس المذهب التفكيكي في النقد والفلسفة. وصلت شهرته حد العالمية لعمق أفكاره من جهة وصعوبتها، ما جعل منه علماً من أعلام القرن الـ 20 والتفكير ما بعد الحداثي.

ولد الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا في البيار قرب مدينة الجزائر في 15 يوليو (تموز) 1930. تنازعته الأعمال الأدبية والفلسفية منذ المرحلة الثانوية، حيث درس مبكرا نصوص برجسون وسارتر في الأعوام 1947 و1948. وفي منتصف الستينات من القرن العشرين طرح ورقة: «البنية، العلامة، واللعب، في خطاب العلوم الإنسانية»، حينها بات اسمه متداولا بشكل جدي في الأوساط الفلسفية والنقدية، لتتكون أدوات دريدا في التفكيك والاختلاف من خلال كتبه التي توالت: «الصوت والظاهرة»، الذي يعده أحب أعماله إليه، و«الكتابة والاختلاف»، وفي السبعينات أصدر كتبا منها: «مواقع»، و«هوامش الفلسفة» و«التشتيت».

دريدا جزائري الأصل لأسرة يهودية هاجرت إلى فرنسا، وشكلت صدمة طرده من المدرسة بوصفه “الأسود الصغير والعربي اليهودي” – إلى حد ما – جوهر عمله التفكيكي.

فانتمائه للـ “هامش”، جعل أغلب دراساته تنصب على تفكيك المركزية الأوروبيّة، والانتصار لهذا الهامش بوصفه يكتسب مركزه “الأدنى” من موقع تقييم يمتلكه “المركز”، وهذا ما لا يراه دريدا صحيحاً. كما نرى أثر نظرياته في كتبه كـ”استراتيجيّة التفكيك”، و”أحاديّة الآخر اللغويّة”.

الكتابة لديه بحسب (فهد الشقيران) ليست امتدادا خيطيا، أو ترابطا نصيا أو صيغة نحوية، بل هي معارك داخل الكلمات والجمل، وفي فضاء النص ثمة حالات حروب وانتقام بين الكلمات، مما يتيح لها المجال للصراع وكأن القلم هو محرك عرائس، ولكأن الكتابة لعبة وممارسة متناقضة أو متخالفة ومتداخلة، هذه هي حالة نص دريدا غير المكتمل دائما، وكتبه غير المنجزة أصلا، ذلك أن وظيفة المطرقة التي يحملها أنها لا تكمل بقدر ما تضرب أو تحدث كوة، أو تكشف ثغرة، أو تثير الغبار.

 

 

والكتابة بمعنى ما لدى دريدا هي اشتباك مع مئات الصفحات من كتابة هي في الوقت نفسه ملحاحة، راقصة وإضمارية، كتابة تقوم كما رأيت بطبع شطباتها ويحمل داخلها كل مفهوم في سلسلة لا متناهية من الاختلافات، كتابة تحيط نفسها وتلفها بكومة من الحذر والإحالات والهوامش، والاستشهادات والتوليفات والملحقات، في ذلك التشابك لا يكون «عدم إرادة قول شيء» تمرينا مريحا كل الراحة، من هنا تكون الكتابة تشبيكا بقدر ما هي تشتيت، وتفريق بقدر ما هي جمع.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى