المجلةابتكارات جديده

أخيراً.. الكشف عن الاختراع الغامض

في الثمانينات ادعى وزير المواصلات الإسرائيلي ان العلماء في اسرائيل اخترعوا محركاً من نوع جديد سيجعل العرب يشربون نفطهم. ولكنه تحدث عن ضرورة الانتظار للانتهاء من التجارب قبل الكشف عن هذا الاختراع.. وقد زايدت الصحف الإسرائيلية على ادعاء الوزير ـ مما جعلنا نخاف فعلاً من اليوم الذي نشرب فيه نفطنا، ولكن (ربنا ستر) ومر الموعد المضروب بدون نتيجة واتضح ان المسألة برمتها من قبيل الحرب الإعلامية!

ـ هذه كانت المرة الأولى..

أما المرة الثانية فحدثت في مارس 1989حين ادعى عالمان من جامعة يوتا انهما اكتشفا طريقة لتوليد الطاقة النووية (الاندماجية) في درجة الحرارة العادية.. والطاقة الاندماجية طاقة خرافية لا تحدث إلا في الشمس والنجوم.. وهي (بالإضافة إلى أنها طاقة خرافية) تستعمل الهيدروجين كوقود ـ والهيدروجين يستخرج من الماء، والماء في البحر!

ولكن المشكلة ان هذا النوع من الطاقة يحتاج (لبدء التفاعل) درجة حرارة عالية جداً تقدر بـ 10ملايين درجة مئوية (وهي حرارة لا تتوفر على الأرض ولا يمكن لأي مادة احتواؤها)!!

.. على أي حال في ذلك العام ادعى العالمان ستانلي بونز ومارتن فلشمان انهما اكتشفا طريقة لبدء الاندماج النووي في المختبر (أي في درجة حرارة الغرفة). وحينها رقص العالم فرحاً لأن هذا الاكتشاف يعني نهاية الاعتماد على النفط وتوفر الطاقة بكميات خرافية (وبسعر مياه البحر). غير ان التجربة التي اجراها العالمان لم تنجح مرة أخرى كما لم يستطع أي مختبر في العالم تكرارها.. وهكذا تنفسنا الصعداء وبقينا أسياد النفط!

* أما المرة الثالثة فتحدث هذه الأيام وأخشى انها كما يقال “الثالثة ثابتة”.

… فمنذ يناير الماضي وأنا اقرأ عن اختراع غامض يقال انه سيغير من طريقة تنقلنا ويلغي جميع السيارات. وقد عرف مرة باسم “جنجر” ومرة باسم “سيجواي” كما عرف بالاختراع IT. أما المخترع فهو الأمريكي دين كارمن الذي يملك أكثر من 100اختراع رسمي ـ من بينها أول حقنة انسولين (استخدام واحد) وكرسي للمقعدين يصعد الدرج..

ويبدو أن هذا التعتيم كان مقصوداً من قبل المخترع لأسباب تجارية بحتة. ولكن المؤكد ان (هذا الشيء) موجود ونال براءة اختراع رسمية وحجزت منه وزارة البريد لتنقلات موزعيها.. كما جرب الجهاز رجال صناعة معروفين ـ مثل رئيس شركة ابل للكمبيوتر ووالت ديزني ومؤسس موقع امازون، ناهيك عن ان مطبعة هارفارد دفعت للمخترع منذ ثمانية أشهر 250ألف دولار للكتابة عن الاختراع.. وكل هذا يعني ان الموضوع جاد وحقيقي وهو ما جعل الجميع ـ بما فيهم الرئيس بوش ـ ينتظر الكشف عنه منذ احد عشر شهراً.

* الجديد في الموضوع ان هذا الاختراع تم الكشف عنه حين استضافت محطة ABC المخترع دين كارمن (في برنامج صباح الخير امريكا) ومن خلال مجريات اللقاء استطيع ان اعطيكم صورة تقريبية عن هذا الاختراع:

فهو عبارة عن محور أفقي له عجلتان على اليمين واليسار (وليس في الخلف والأمام).. ومن منتصف هذا المحور ترتفع عصا القيادة والتوجيه (وتشبه عصا السكوتر).. وهو يسير بلا وقود نفطي ويكتفي ببطارية رخيصة (لا تكلف خمسة سنتات في الساعة).. وهو مخصص لللسير داخل المدن (حيث لا تتجاوز سرعته 30كلم في الساعة).. ويركب فيه الشخص واقفاً بكلتا قدميه (أي ليس بقدم واحدة كالسكوتر).. ورغم ان عجلتيه افقيتين أماميتين إلا ان من جربه قال انه لا ينقلب نحو الأمام أو الخلف بفضل شريحة الكترونية حساسة لأي ميل أو انحناء.. وحساسيته هذه هي التي تجعله يسير إلى الأمام بإمالة الجسم نحو الأمام ـ ويتوقف بنصب الجذع أو إمالته إلى الخلف.. وهو يعمل من خلال مجموعة من الأقراص الجيروسكوبية التي تضخم حركة الجسم وتحرك بها الجهاز.. والمخترع احتفظ باختراعه سراً لأنه انشأ شركة لتصنيعه وأخذ موافقة وزارة المواصلات للسماح باستخدامه على الأرصفة وممرات المشاة..

المريح ان هذا الاختراع (وبعكس ما اشيع سابقاً) لا يلغي دور السيارة فيما يتعلق بالمسافات الطويلة وان الغرض منه التحرك بحرية وسط المدينة وتقريب المسافات في الأماكن المغلقة!!

وعليه، يبدو اننا سلمنا.. نوعاً ما!!

ومن يريد رؤية الاختراع فليدخل إلى موقع المحطة www.ABCNEWS.Com ومنه إلى برنامج Good Morning America.

فهد عامر الأحمدي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى