شخصيات علميةمبدعون

ابن الشاطر: مبتكر الإسطرلاب

هو أبو الحسن علاء الدين علي بن إبراهيم بن محمد الأنصاري الموقت، المعروف بابن الشاطر ولد وتوفي بدمشق، وكني بـ “المطعم”، لأنه كان في صغره يطعم العاج. توفي والده وتركه صغيراً فكفله جده، ثم ابن عم أبيه وزوج خالته الذي علمه تطعيم العاج.

وقد كون ثروة كبيرة مكنته من زيارة عدد من البلدان كمصر، حيث درس في القاهرة والإسكندرية علمي الفلك والرياضيات. وقد قضى معظم حياته في وظيفة التوقيت ورئاسة المؤذنين في المسجد الأموي بدمشق.

ملهم الثورة الأوروبية

كشف باحث أوروبي يدعى “ديفيد كينج” عام 1970م، أن الفلكي البولندي “نيكولاس كوبرنيكوس” المعروف بأفكاره الثورية في أوروبا، سرق معظم أفكاره من العالم العربي ابن الشاطر المتوفى عام 777هـ، وبعد ثلاثة أعوام من البحث عثر على مخطوطات عربية نادرة ، من بينها معادلات ابن الشاطر في جامعة “كراكو” التي درس فيها “كوبرنيكوس”

ولد “كوبرنيكوس” في بولندا عام 1473م في بولندا، وهو عالم فلكي مشهور كان له الفضل في إخراج أوروبا من العصور المظلمة، وظهر بأفكاره الخاصة بالكون ونشأة الحياة، التي أكد خلالها أن الأرض هي مركز الكون وأن الشمس وبقية الكواكب تدور حولها، واعتبره علماء الطبيعة والفلك رائداً وصاحب ثورة فكرية جديدة، نقلت أوروبا من عصور الجهل والظلام إلى عصور النور وتحكيم العقل.

وكان ابن الشاطر يعمل مع مجموعة كبيرة من علماء الفلك في مرصد مراغة (شرق بغداد) ووضع تصوراً لنظام الأجرام السماوية مشابهاً للنظام الذي أعلنه كوبر نيكوس بعد 150عاماً، ونقل كوبرنيكوس الرسوم الإهليليجية للكواكب التي وضعها ابن الشاطر وأصدرها في كتابه المشهور “دوران الأجسام السماوية”.

إسهاماته العلمية

تظهر إسهامات ابن الشاطر في ابتكاره لكثير من الآلات مثل الأسطرلاب وتصحيحه للمزاول الشمسية، ووضعه لنظريات فلكية ذات قيمة علمية رفيعة، كما ظلت كتبه في الأسطرلاب والمزاول الشمسية متداولة لعدة قرون في كل من الشام، ومصر، وفي أرجاء الدولة العثمانية وسائر البلاد الإسلامية ؛ حيث كانت يعتمد عليها لضبط الوقت في العالم الإسلامي.

ونجح ابن الشاطر في قياس زاوية انحراف دائرة البروج بدقة كبيرة، حيث قدَّرها بـ 23 درجة و31 دقيقة، وفي هذا الشأن يقول جورج سارطون : “إن ابن الشاطر عالم فائق في ذكائه، فقد درس حركة الأجرام السماوية بكل دقة، وأثبت أن زاوية انحراف دائرة البروج تساوي 23 درجة و31 دقيقة سنة 1365 علماً بأن القيمة المضبوطة التي توصل إليها علماء القرن العشرين بواسطة الآلات الحاسبة هي 23 درجة و31 دقيقة و19,8 ثانية”. كما برهن ابن الشاطر، بفضل الأرصاد التي قام بها، على عدم صحة نظرية بطليموس. وقال بأن الأرض تدور حول الشمس، والقمر يدور حول الأرض. وهذا هو الاكتشاف الذي توصل إليه كوبرنيك بعد عدة قرون، حتى تم تصنيف “ابن الشاطر” ضمن أفضل مائة عالم غيروا من وجه البشرية واثروا فيها

مؤلفاته

ألف ابن الشاطر عدداً من الكتب مازال أغلبها مفقوداً. ومن مؤلفاته التي أشار الزركلي إليها في كتابه “الأعلام” نذكر: “الزيج الجديد” الذي كتبه بطلب من الخليفة العثماني مراد الأول الذي حكم الشام ما بين 1360 و1389م. وقد قدم فيه ابن الشاطر نماذج فلكية قائمة على التجارب والمشاهدة والاستنتاج الصحيح.

ومن الكتب أيضا : “إيضاح المغيب في العمل بالربع المجيب”، “أرجوزة في الكواكب”، “رسالة في الأسطرلاب”، “مختصر العمل بالأسطرلاب”، “النفع العام في العمل بالربع التام”، “رسالة نزهة السامع في العمل بالربع الجامع”، “رسالة كفاية القنوع في العمل بالربع المقطوع”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى