أصحاب نوبلمبدعون

بحث وفير في نموذج محاكاة جائزة نوبل في حقل نوبل الفعلي

أشاد الدكتور أحمد درويش وزير التنمية الإدارة بنموذج محاكاة جائزة نوبل الذي أطلقته جامعة حلوان، وأبدى استعداه الكامل لتقديم الدعم لأصحاب المواهب والمشاريع التي عرضها النموذج حتى لا تلقى مصير المواهب التي دفنت دون أن تجد من يتبناها.

وكان لجامعة حلوان السبق في تبني نموذج محاكاة جائزة نوبل والذي أطلقته تحت شعار “نستطيع أن نفعل شيء.. إذا فكرنا”، وهو أول نموذج من نوعه كفكرة لم يتم تنفيذها في أي من الجامعات الأخرى، ويهدف إلى تمكين المشاركين من التفكير العلمي السليم وتعليمهم كيفية بناء وكتابة البحث العلمي وكذلك التنسيق بين الباحثين ورجال الأعمال والحكومة لتنفيذ نتائج البحوث.

تحدثنا مع محمد حسن رئيس نموذج محاكاة نوبل عن النموذج وقال: “ترجع فكرة النموذج إلى الطالب أحمد حسنين حيث وجد أن معظم نماذج المحاكاة التي تقام بمختلف الجامعات تحاكى أنظمة سياسية واقتصادية ولم يكن هناك أية نماذج تحاكى مؤسسات علمية ومن هنا جاءت فكرته، وبموجبها يتقدم الطلاب بعدة أبحاث يتم تحكيمها على يد نخبة من المتخصصين وأساتذة الجامعات، وقد وصل عدد الأبحاث المقدمة هذا العام إلى خمسين بحثا في الفيزياء, الكيمياء, الأدب, والاقتصاد وهى نفس مجالات جائزة نوبل الحقيقية بالإضافة إلى أبحاث تنمية المجتمع الخاصة بالأعمال الخيرية التطوعية”.

وسألناه عن مصير تلك الأبحاث فقال: “لقد اتفقنا مع بعض رجال الأعمال على الاطلاع على الأبحاث المقدمة ودراسة إمكانية تطبيقها ومن الممكن أن يتم تمويل البعض منها. ويكفى أن النموذج نجح في جعل المشاركين به يطلعون على أكثر من ستة مراجع علمية على مدار أربعة أشهر فقط”. أما عن تمويل النموذج فيقول: “المصدر الأساسي للتمويل هم الرعاة مثل شركة نوران وبعض رجال الاعمال مثل ناصر شرف الدين هذا إلى جانب الرعاة الأكاديميين مثل المعهد القومي للقياس والمعاينة وفريق بداية للتنمية البشرية”.

وعن سر تبنى وزارة التنمية الإدارية لنموذج نوبل تقول سارة جمعة أحد أعضاء لجنة العلاقات العامة للنموذج: لقد عرض أحد أعضاء لجنة العلاقات العامة فكرة النموذج على د. احمد درويش وزير التنمية الإدارية فتحمس لها كثيرا ووفر لنا إحدى قاعات الوزارة لإقامة المؤتمر الخاص بالنموذج والذي استغرق ثلاثة أيام على التوالي”.

وعن أقسام النموذج تقول: النموذج كهيكل ينقسم إلى أربعة أقسام فهناك الممثلين وهم الذين سيمارسون النشاط المنوط بتقديمه هذا النموذج وعمل المناقشات وحضور المحاضرات والخروج في النهاية بأعمال “مشاريع أو أبحاث” وهناك المنظمون لأعمال النموذج كافة من بداية استقبال الممثلين للاشتراك فيه وعمل المقابلات الشخصية لانتقاء الأفراد الجادين في المشاركة مرورا بتعريف المجتمع المدني والإعلام بصورة النموذج ونشاطه وهناك سبعة لجان منظمة, هذا إلى جانب “الأكاديميين” المسئولون عن شرح المادة التي يقدمها النموذج للممثلين والمشاركين في تقييم الأعمال المقدمة من الممثلين بآخر النموذج وأخيرا “الرعاة” الذين يدعمون النموذج ماديا أو إعلاميا.

علماء المستقبل””

تنوعت مشروعات الطلبة في نموذج محاكاة نوبل في مجال الفيزياء، كان أحدها ما قدمه أيمن حسن الطالب بكلية العلوم الذي يحكى عن تجربته قائلا: “رأيت إعلان المسابقة أمام كليه الاقتصاد والعلوم السياسية وبالفعل التحقت بنموذج المحاكاة لأقدم أول جهاز إنذار مصري الذي يوفر عدة مزايا منها انه يتكون من ثلاث قطع فقط بالإضافة إلى انه عملي وسهل التشغيل ومكوناته كلها مصرية”.

ويضيف قائلا: “رغم أنني طالب بكلية العلوم إلا أنني مهتم بمجال الهندسة وعلومها وجهاز الإنذار ليس أول اختراعاتي فلدي العديد من المشاريع التى أنوي تنفيذها على أرض الواقع بعد أن تلقيت خبرات كثيرة من خلال الدورات التى نظمها لنا نموذج المحاكاة”.

أما رامي صفوت ورجاء محمد على طالبا بكلية التجارة فقد قدما مولد هيدروجيني للطاقة الكهربية لتوليد طاقه نظيفة من خلال الماء وبذلك سوف نستغني عن الطاقة الضارة والمكلفة الناتجة عن طريق الخلايا الشمسية أو المفاعلات النووية.

واستكمالا لمشاريع الفيزياء التى أثارت إعجاب وتساؤلات الجمهور ولجنه التحكيم  نجد نموذج  “بانيش” وهو عبارة عن آلة تستخدم لطلاء الجدران دون أي تدخل بشرى لتلافى الطرق التقليدية في الدهان وبالتالي سوف توفر الوقت والجهد والمعدات اللازمة لإنجاز عمليه الدهان”.

وقال عمرو إبراهيم محمد وعبد المنعم إبراهيم اللذان اشتركا في إنجاز هذا المشروع: “تعرفنا على المسابقة بالصدفة من خلال الإعلانات التي كانت موجودة داخل جامعه حلوان وتقدمنا للمسابقة ليس فقط لعرض مشروعنا لكن لكي نتعلم أكثر وهو ما حدث بالفعل من خلال الدورات التى شملت جميع المجالات”.

وعن رأي لجنه التحكيم في المشاريع العلمية المقدمة يقول الدكتور ممدوح حلاوة رئيس قسم القياسات الكهربية بكلية الهندسة إنه وجد تطورا كبيرا هذا العام في مجال العلوم ما يدل على أن النموذج في تطور دائم ويسعى أيضا إلى تطوير مشتركيه من أجل الوصول إلى الأفضل.
ويضيف قائلا: “إن كل هذه المشاريع هي أفكار طلابية لابد من احترامها ورعايتها لأنها تهدف إلى التنمية على اختلاف أشكالها وهو ما يوفره نموذج محاكاة نوبل الذي نجح بالفعل في تنفيذ بعض هذه الأفكار حتى لا تصبح حبيسة الأدراج”.

“أدباء نوبل”
من أبرز ما ميز هذا النموذج هو اهتمامه بالمواهب الشابة في مجال الأدب، إذ لم يقتصر فقط على العلوم، وكحال جائزة نوبل ألقى نموذج محاكاته الضوء على مواهب عديدة، وتقول زينب النوبي أحد المشاركين في النموذج: “شاركت هذا العام بثلاثة قصائد في مجال الأدب واستفدت كثيرا من مشاركتي بالنموذج فقد كان هناك دورات في التنمية البشرية ومنها تعلمت مهارات الاتصال والتفاوض والعرض بالإضافة إلى تعلم أسس الشعر مثل الوزن والقافية على يد عدد من المتخصصين”.

وننتقل إلى كريم محمد أنور الطالب بكلية الآداب الذي حكى لنا عن تجربته قائلا : بعد أن حصلت على المركز الأول في العام الماضي قررت الالتحاق مرة أخرى بنموذج محاكاة نوبل لاستفادتي الكبيرة منه وبالفعل اشتركت هذا العام في مجال القصة القصيرة بقصتي “كوبري قصر النيل” و”في ميدان عام” أما في مجال الشعر فتقدمت بقصيدة بعنوان “مذكرات عاشق في بلاد بعيده” وأتمنى الفوز بالمركز الأول مرة أخرى لأنه شرف لي كطالب مبتدئ.

وتنافسهما إيمان طه الطالبة بكلية الألسن قائلة: حرصت على الانضمام للنموذج ولم اندم على هذا القرار لاننى تعلمت من خلال النموذج العديد من المهارات فقديما كنت اكتب خواطر وبعض القصص لكن كانت تنقصني العديد من الخبرات التي حصلت عليها من خلال الدورات التي نظمها لنا النموذج فهو نموذج يعطى لنا مفتاحا لكي نفتح به جميع الأبواب.

ويوافقهم الرأي كل من أحمد قاسم المشترك بقصه تحت عنوان “ألاعيب أدبيه ” ومي حمدي بقصه “قلب مطعون”, شريف زكريا بقصه “86 حلوان” , نسرين عمر عن قصه “يوم الثلاثاء” وأخيرا منار وجدي عن قصه “بريق الأمل”، وأجمع هؤلاء الشباب على أن نوبل تجربة لن ينسوها وأنها البوابة التي سوف تدخلهم عالم الأدب.

وعن رأى لجنه التحكيم فيما قدمه هؤلاء الأدباء والشعراء يقول أ/ أيمن مسعود أن المنتج الذي قدمه الشباب هو منتج رائع وتجربه لابد من احترامها كما أننا لاحظنا تقدما كبيرا في جوده الأعمال المقدمة هذا العام لكنهم مازالوا يحتاجون إلى بعض التخصص في هذا المجال لكي يتقنوه إتقانا كاملا وهو ما يفعله نموذج نوبل.

وفى مجال الاقتصاد شارك كل من محمد مصطفى ومحمد محمود ببحث في مجال الاقتصاد حول الأزمة العقارية قائلين :لقد بدأنا في كتابة البحث منذ عام تقريبا متناولين جزئية مهمة جدا وهى سوء التوزيع الجغرافي,وقد وقف بجوارنا أساتذة الجامعة الذين لم يبخلوا علينا بأية استفسار وعلى رأسهم د.احمد مندور الذي ساعدنا كثيرا حتى يخرج البحث بهذا المستوى.

ويضيف قائلا : لقد اعتمدنا في بحثنا أيضا على المراجع العلمية والانترنت وكذلك على ثقافتنا العامة ومعرفة كل ما هو جديد في السوق العقارية”.وعن جوائز النموذج يقول:”في ختام النموذج سيتسلم كل منا شهادة تقدير,وستعلن لجنة التحكيم عن أفضل ثلاثة أبحاث ويقال أن الفائز بالمركز الأول سيتم ترشيحه لبعثة إلى ألمانيا لحضور مؤتمر عن نوبل”.

منى منسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى