المجلةبنك المعلومات

قيمة الذكاء العاطفي في نجاح العمل

الذكاء العاطفي وضع ثورنديك عام 1920بذور مفهوم الذكاء العاطفي عندما تحدث عن مفهوم الذكاء الاجتماعي والذي عرفه (بأنه التصرف الحكيم في العلاقات الإنسانية ) .

وأول من استعمل مصطلح الذكاء العاطفي طالب جامعي في رسالته الدكتوراة في عام 85.

وفي عام 1990 قام أستاذان جامعيان جون ماير وبيترسالوفي بنشر مقالتين جامعيتين حول الموضوع حيث قاما بتأليف اختبار لقياس الذكاء العاطفي.

وأول كتاب في الذكاء العاطفي لدانيال جون مان في عام 1995 .

الذكاء المتعدد الجوانب هو

الذكاء المعرفي الذهني ، الذكاء المعروف ، الذكاء العاطفي ، الذكاء الروحي ، الذكاء الاجتماعي ، الذكاء المجرد ، الذكاء اللغوي ، الذكاء المنطقي – الرياضي-

الذكاء الموسيقي ، الذكاء الفضائي ، الذكاء الجسدي- الحسي- ، ذكاء العلاقات ، الذكاء النفسي ، الذكاء الطبيعي ، الذكاء الوجودي.

قيمة الذكاء العاطفي في نجاح العمل
قيمة الذكاء العاطفي في نجاح العمل

تعريف الذكاء العاطفي

هو القدرة على التعامل مع المعلومات العاطفية من خلال استقبال هذه العواطف

واستيعابها وفهمها وإدارتها ، ويضيف التعريف أن للذكاء العاطفي أربعة جوانب أساسية:

1. معرفة العواطف واستقبالها والتعبير عنها (الفصاحة العاطفية).

2. تسيـير العواطف للعمليات الفكرية وذلك بـ…

– القدرة على ربط عواطف معينة بحالات عقلية محددة ، كالحواس من روائح و ألوان ، و التي قد تكون لها تطبيقات في عالم الرسم و الفنون .

– أو بالقدرة على ربط العواطف بآلية التفكير و المحاكمة و حل المشكلات.

– تقوم العواطف بترتيب الأولويات الفكرية و توجه انتباها أكثر للمعلومات الأكثر أهمية فالنضج العاطفي هو الذي يوجه صاحبه للتفكير بما هو الأهم .

– تساعد العواطف المؤثرة بتوجيه الذاكرة و الحكم و القرار النهائي .

– تؤثر التقلبات العاطفية في تحول الإنسان من التفاؤل إلى التشاؤم و قد تشجعه على تقبل وجهات النظر المختلفة.

– تؤثر المواقف و التوجهات العاطفية على الطريقة التي يتبعها الشخص في حل مشكلة ما فالسعادة و المرح مثلا تشجعان على ابتداع حلول جديدة .

3. القدرة على تفسير المعاني التي تنقلها العواطف فالحزن قد يشير إلى الفقدان و الخسارة ، والفرح إلى الكسب و النجاح ، القدرة على تفهم العواطف المتداخلة و المعقدة كما في حال امتزاج مشاعر الحب و البغض و الخوف بعنصر المفاجأة .

4. الإدارة العاطفية…

– القدرة على تحمل الإنسان المسؤولية الذاتية عن مشاعره و سعادته .

– القدرة على تحويل العواطف السلبية إلى عملية تعليمية ايجابية و فرصة للمزيد من النمو.

– القدرة على إبقاء العلاقة المنفتحة و المتفاعلة مع العواطف سواء المفرحة أو المحزنة .

– القدرة على الاقتراب أو الابتعاد الواعي من عاقبة ما بحسب ما تحمله من معاني و أفكار.

– القدرة على المراقبة الواعية للعواطف الذاتية أو عواطف الآخرين كمعرفة وضوح أو عدم وضوح العاطفة و مدى تأثيرها و خصائصها .

– القدرة على مساعدة الآخرين للتعرف على عواطفهم و الاستفادة منها .

ولقد عرف منذ زمن طويل أن الذكاء المعرفي يعتبر مؤثرا ضعيفا على التنبؤ في مستوى أداء الإنسان في عمله أو مهنته ، و قد قدرت بعض الدراسات إن الذكاء المعرفي لا يسام بأكثر من 25 % من العوامل المؤثرة على هذا الأداء بينما قدر آخرون بأنه لا يؤثر أكثر من 10 % ، و هناك من أشار إلى نسبة 4% فقط ، و من الدراسات التي أشارت إلى محدودية الذكاء المعرفي تلك التي درست حال 450 صبيا على مدى 40 عاما في ولاية ماساشوستس الأمريكية حيث كان ثلثا الأولاد للأسر المحدودة الدخل و تعيش على مساعدة الضمانات الاجتماعية و كان الذكاء المعرفي لثلث الأولاد دون التسعين ، و مع ذلك فقد وجد أن هذا الذكاء كان على ارتباط ضعيف بمستوى هؤلاء الأولاد في أعمالهم و بقية جوانب حياتهم ، بينما كان التأثير الأكبر يعود لبعض القدرات البسيطة التي كانت لديهم في مرحلة الطفولة ، فالقدرة على التعامل مع الإخفاقات و خيبة الأمل و القدرة على السيطرة على المشاعر و العواطف و قدرتهم على التعامل مع الآخرين.

ومن الدراسات أيضا تلك التي درست 80 من طلاب شهادة الدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا عام ا1950 عند تخرجهم من كلية بيركيلي حيث تلقى هؤلاء الطلبة عدة اختبارات للشخصية والذكاء المعرفي وبعض المقابلات ومن ثم تم الاتصال بهم بعد أربعين سنة وبالرجوع إلى السجلات اتي تتحدث عن الانجازات العلمية لهم كانت النتيجة ان القدرات الاجتماعية والعاطفية كانت أكثر تأثيرا بأربع مرات من مجرد الذكاء المعرفي في تحديد مدى نجاح هؤلاء العلماء.

لذلك يبدو انه بعد دخول كلية من الكليات فان ما يميز بين نجاح الطلبة وتقدمهم لا يرتبط كثيرا بذكائهم بقدر ما يرتبط بالعوامل الاجتماعية والعاطفية وبعض الدراسات تشير الى ان المهارات العاطفية والاجتماعية تساعد على تحسين الوظائف المعرفية.

وفي دراسة جامعة ستانفورد حيث اجري على أطفال كانوا في الرابعة من عمرهم التجربة التالية طلب من هؤلاء الأطفال الانتظار في الغرفة مع بعض الحلوى ريثما يذهب المشرف ويعود بعد دقائق وقد قيل لهم إن استطاعوا الانتظار حتى يعود فان لكل منهم قطعتين بينما الذي لا يستطيع الانتظار يمكنه أن يأخذ قطعة واحدة ومن ثم درس القائمون على هذه التجربة نفس الأولاد بعد عشر سنوات ووجدوا أن الذين دافعوا إغراء الحلوى وتمكنوا من الانتظار كانت نتائج اختبارات درجة تحصيلهم أعلى من الآخرين الذين لم يستطيعوا الانتظار بمقدار 210.

قيمة الذكاء العاطفي في نجاح العمل
قيمة الذكاء العاطفي في نجاح العمل

أهمية الذكاء العاطفي

يرتبط الذكاء العاطفي بالعديد من النتائج الإيجابية، بما في ذلك:

  • النجاح في العمل: وجدت الدراسات أن الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي هم أكثر عرضة للنجاح في العمل. فهم قادرون على إدارة التوتر بشكل أفضل، وبناء العلاقات مع الزملاء، وحل النزاعات بشكل فعال.
  • العلاقات الشخصية: يساعدك الذكاء العاطفي على بناء علاقات قوية مع الآخرين. أنت أكثر عرضة لفهم احتياجات ومشاعر الآخرين، وتكوين علاقات صحية ومثمرة.
  • الصحة العقلية: يرتبط الذكاء العاطفي بانخفاض خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب.

قيمة الذكاء العاطفي في العمل المهني

في دراسة قام بها سيلغمان حين درس 500 طالبا من طلاب السنة الاولى في جامعة بنسلفانيا فوجد أن مقاييس تفاؤلهم في احد اختبارات التفاؤل كانت اكثر دقة من اختبارات الذكاء والقدرات الذهنية وأكثر صحة من مجرد نهاية المرحلة الثانوية في التنبؤ بنتائج امتحاناتهم الجامعية.

أن من شأن الذكاء العاطفي ان يعين صاحبه على معرفة متى وأين يعبر عن عواطفه ومشاعره كما يعينه على ضبطها والتحكم بها.

ولننظر في التجربة في جامعة ييل حيث أحضرت متطوعين من الذين لعبوا دور إداريين وكان عليهم أن يتفقوا على طريقة لتوزيع المكافآت لموظفيهم وكان من بين المتطوعين ممثل طلب منه أن يقوم بعدة ادوار كأن يتحدث بطريقة مبتهجة أو هادئة ودافئة او بطريقة بليدة مكتئبة أو بطريقة عدوانية مزاجية وكانت النتيجة أن نجح الممثل في صبغ عواطف كل المجموعة بحسب عواطفه وانفعالاته وان المشاعر الحسنة أدت إلى أدت إلى المزيد من التعاون والانجاز الأحسن لكامل المجموعة.

ومن جوانب الذكاء العاطفي ما يسمى بالتعاطف والتي تعبر عن قدرة الشخص على الشعور.

بمشاعر الآخرين وقد اكتشف من الباحثين تأثير هذه الصفة على النجاح المهني حيث وجد أن الذي كان اقدر على معرفة مشاعر الآخرين كانوا أكثر نجاحا في تجارتهم وأعمالهم وفي حياتهم الاجتماعية.

بينما وجدت دراسة حديثة أن من أكثر الصفات التي تشجع الزبائن على الشراء هي قدرة البائع على معرفة مشاعر الزبون ومن ثم تلبية هذه المشاعر.

قيمة الذكاء العاطفي في نجاح العمل
قيمة الذكاء العاطفي في نجاح العمل

الدماغ والذكاء العاطفي

لتوضيح دور الدماغ في الذكاء العاطفي أغلق قبضة يدك الأولى بشكل كامل ومن ثم ضع اليد الأخرى حول قبضة يدك الأولى بشكل كامل وهذا هو شكل الدماغ يمثل معصم يدك الأولى المقبوضة جذع الدماغ وهو القسم الذي يسيطر على الوظائف الحيوية لحياتك.

قبضة يدك تمثل الجهاز السريري أو دماغ الثدييات وهو يسيطر على بعض الوظائف الحيوية كالهرمونات والعطش والجوع والرغبة الجنسية والجهاز المناعي والعواطف وقسم هام من الذاكرة الطويلة الأمد.

تمثل يدك المفتوحة والتي تغطي قبضة يدك الطبقة الخارجية للدماغ والذي يسمى الدماغ القشري او الدماغ المفكر وهو المسئول عن المستوى العالي والتقدم من الوظائف الذهنية كالتفكير المنطقي والذكاء والإبداع والكلام.

إذا رفعت سبابة يدك المقبوضة تشير إلى لوزة الدماغ وهي محطة اتصال وهي مركز العواطف وإذا أصيبت بالعطب تفقد عنده أحداث الحياة بعدها العاطفي والمشاعري ويصبح قليل الاهتمام بالناس ويصبح عنده ما يسمى بالعمى العاطفي.

فكل المعلومات القادمة إلى الدماغ من الحواس الخمسة تمر أولا عبر اللوزة حيث يتم فحصها بشكل سريع لمعرفة ما إذا كان من هذه المعلومات ما هو هام جدا بالنسبة لهذا الشخص صاحب هذا الدماغ.

وإذا كان بين المعلومات ما هو هام ومثير فعندها تخرج هذه المعلومات من اللوزة إلى الدماغ القشري وهي محملة بالعواطف القوية والتي ربما تسيطر على التفكير المنطقي أو تمنعه وهكذا عندما تعلن اللوزة حالة الطوارئ فإنها نكاد تسيطر على كل وظائف الدماغ كما يحدث عند الغضب.

ارفع الإبهام والإصبع الصغير ليدك التي تغطي يدك المقبوضة فالإصبعان يمثلان ما يسمى فصي ما قبل مقدمة الدماغ والذي هو جزء من الدماغ القشري وهو محطة التخطيط والإدارة يستطيع أن يسيطر ويتحكم على العواطف مما يعطينا فرصة للتفكير وتقدير الموقف الذي أمامنا.

قيمة الذكاء العاطفي في نجاح العمل
قيمة الذكاء العاطفي في نجاح العمل

الأمية العاطفية والفصاحة العاطفية

نحن مدينون لأجدادنا ان اوجدوا المصطلحات والكلمات التي تعبر عن المشاعر والعواطف ويلاحظ من خلال دراسة الذين لديهم اضطرابات سلوكية انهم يعانون من أمية عاطفية بحيث لا يتقنون معرفة عواطفهم ومشاعرهم ولا يحسنون التعبير عنها بالكلام مما قد يجعلهم يشعرون بالغضب او الانفعال من غير ان يعرفوا السبب الحقيقي.

ونحن عندما نبدأ بتسمية مشاعرنا بشكل صحيح فإننا عندها نبدأ بالإحساس العميق بهذه المشاعر.

وكأننا بتسمية عاطفة ما فإننا تعطي الجزء من الدماغ المختص بالعاطفة الإذن بالإحساس بهذه العاطفة ولاشك أن هذه القدرة على التسمية تسهل آلية التعايش والتكيف مع عواطفنا الإنسانية.

ومن الطرق العملية للتعليم العاطفي هو استعمال الجمل البسيطة والمكونة من ثلاث أو أربع كلمات :

أنا أشعر بالسعادة أو بالمهانة

ويلاحظ ان كلمات العواطف لاتصف فقط العاطفة وإنما تعطي أيضا فكرة عن درجتها وشدتها

لذلك الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الناس الأبجدية العاطفية (أذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه )

وعن أبي هريرة قال قبل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس فقال الأقرع :أن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحد فنظر إليه رسول الله فقال ( من لا يرحم لا يرحم )

(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) {آل عمران :159}

كيفية تطوير الذكاء العاطفي

يمكن تطوير الذكاء العاطفي من خلال التدريب والممارسة. فيما يلي بعض النصائح لتحسين الذكاء العاطفي الخاص بك:

  • تعلم التعرف على مشاعرك: اقضِ بعض الوقت في التفكير في مشاعرك وكيفية تأثيرها عليك. ما هي المشاعر التي تشعر بها غالبًا؟ ما الذي يسبب لك هذه المشاعر؟
  • تعلم إدارة مشاعرك: هناك العديد من الطرق لإدارة المشاعر السلبية، مثل القلق والغضب. يمكنك تجربة تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، أو البحث عن الدعم من الأصدقاء أو العائلة.
  • تعلم فهم مشاعر الآخرين: ركز على ملاحظة لغة الجسد والإشارات غير اللفظية للآخرين. ما هي المشاعر التي تبدو عليها؟ ما الذي قد يسبب لهم هذه المشاعر؟
  • طور مهاراتك الاجتماعية: تعلم كيفية التواصل بشكل فعال مع الآخرين، وبناء العلاقات القوية، وحل النزاعات.

الذكاء العاطفي مهارة قابلة للتطوير ويمكن أن تساعدك على تحقيق النجاح في جميع جوانب حياتك. من خلال الاستثمار في نفسك وتطوير ذكائك العاطفي، يمكنك أن تصبح أكثر تعاطفًا ونجاحًا وسعادة.

زر الذهاب إلى الأعلى