نمي موهبتكطور ذاتك

نشّط ملكاتك الإبداعية

فكّر في آخر مرة وقعت عيناك فيها على مجموعة من الأطفال يلعبون معاً. أنا متأكدة أنهم كانوا مستغرقين في ابتكار شيء ما. هل تذكر مدى المتعة والسعادة التي طغت عليهم من جراء ابتكارهم هذا؟ لن يحتاج أي شخص أن يطلب من الأطفال أن يتخيلوا ويبتكروا، فهم يفعلون ذلك بالسليقة. لن تحتاج إلى أن تبين لهم كيف يبنون قلاعاً حصينة من علب الفاصوليا. إنهم يبتكرون لأنهم يريدون أن يبتكروا.

نشّط ملكاتك الإبداعية

علاوة على ذلك، فهؤلاء الأطفال لا يعبئون مطلقاً بما يفعل غيرهم في الوقت الذي ينغمسون فيه في عملهم الإبداعي، ولا يهتمون لو أن غيرهم يبني قلعة من الرمال أكبر وأفضل أو يرسم لوحة أكثر تأثيراً على الحائط.
ولكن سرعان ما سيفقد معظم هؤلاء الأطفال اتصالهم بهذه الرغبة الملحة الطبيعية الممتعة في الإبداع!
لقد أدركت أن إعادة اكتشاف المتعة الكامنة في الإبداع تبدو واحدة من المفاتيح المهمة التي تضفي على الحياة مغزى أفضل.
ولكنني لا أقصد هذا النوع من الإبداع الذي يرتبط بالأنشطة الفنية. فمن الممكن أن يبدع المرء في أي مجال آخر. وأية مهمة تمنحنا فرصة استغلال قدرتنا الابتكارية الطبيعية وبراعتنا لابتكار شيء جديد (سواء كان فكرة أو منتجاً مادياً) لها من المقومات ما يؤهلها لتكون إبداعية.

 

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

إن هذه الحقيقة يسهل نسيانها. فالمتعارف عليه أن معظم أعمال الناس اليومية تكون كما لو كانت لا علاقة لها بالناتج النهائي الذي يحاولون الوصول إليه. وفي المنزل كذلك قد نشعر بالعزلة عن الأشياء التي نستخدمها والملابس التي نرتديها والأطعمة التي نتناولها. لقد أحببت منذ سنين عديدة أن أمضي عطلة نهاية الأسبوع في تجهيز الطعام وصناعة ملابسي وملابس أطفالي، أو صناعة الستائر أو الوسادات لتزين بيتنا. أما الآن فالعديد من عطلات نهاية الأسبوع تمضي بسرعة البرق في الانتقال بين المحال التجارية الكبيرة والمراكز التجارية الضخمة لشراء أشياء من صناعة الآلات. وفي طريق عودتي للمنزل، قد أضطر لإقناع نفسي أنني أستطيع توفير عشر دقائق لعمل طبق مطبوخ على الطريقة الصينية بدلاً من أن أضع أكلة سريعة في فرن الميكروويف.
هل حياتك ممتلئة بالأشياء الجاهزة؟ هل تحب أن يكون لديك الفرصة للإبداع أكثر؟ إليك بعض الاقتراحات والتمارين التي تساعدك على تحقيق هذه الرغبة.
“استمتع بالسعادة والإشباع الناجمين عن ابتكار شيء جديد وفريد”.
– إذا استمررت في فعل ما كنت تفعله دائماً، فستحصل على ما كنت تحصل عليه دائماً
* وقت العمل!
كرس بعض الوقت للتفكير في نوع الإبداع الذي يتأتى إليك بصورة طبيعة للغاية. إن التفكير في مرحلة الطفولة (أو أقرب فترة تسعفك بها ذاكرتك!) من شأنه أن يساعدك. ما الابتكارات التي كنت تستمتع بصنعها؟ هل كنت – على سبيل المثال – تحب بناء أو رسم أو صناعة الألعاب أو إنشاء نماذج لأشياء واقعية؟ إذا لم تستطع التذكر، فسل من يستطيع. قد يكون لديك بعض صور من مرحلة الطفولة تساعد على تنشيط ذاكرتك.
وبعدها سل نفسك ما إذا كنت تستطيع أن تجد سبيلاً لاستغلال هذا الجانب الفطري من تكوينها الشخصي بصورة أفضل في حياتك الحالية.
* اعتمد على المبدعين كمصدر للإلهام. دَوِّن أمثلة لأنواع الأنشطة الإبداعية التي ينشغل بها المحيطون بك وحدد تلك التي تروق لك من بينها. هل الفن المعاصر، أو أغان شعبية جديدة، أم حجرات مطعمة بديكورات أصلية، أم أساليب مبتكرة لحفظ معداتهم، أم أن لها صلة أكثر بأداء البشر مثل الاستراتيجيات الجديدة للفوز في المباريات أو للعزف ببراعة على الجيتار؟
* بمجرد أن تكرس الوقت اللازم لتدبر هذه الفكرة، اتصل ببعض هؤلاء واستفسر منهم. سلهم كيف يشرعون في مهامهم، ومتى بدأ اهتمامهم بها واشتراكهم فيها، وكيف يشعرون وهم بصددها. وحتى لو لم تكن لديك أدنى فكرة أين تبدأ، فمجرد الحديث معهم يعد مصدراً للإلهام.
* ابحث عن تسلية جديدة أو دورة دراسية جديدة. استعن بالمكتبة أو الإنترنت للعثور على النوادي، والجمعيات والدورات الدراسية. اتصل بالخبراء (والمنظمات التي يعملون بها) المعنيين بالأنشطة الإبداعية لاستشارتهم. (عادة ما أسدي النصح لهؤلاء الذين يودون أن يصبحوا استشاريين هواة، ولذلك فأنا أعلم أن مثل هذا الأسلوب يؤتي ثماره!). قد تحتاج إلى تجربة مجموعة مختلفة من الأنشطة الإبداعية حتى تعثر على بغيتك التي لا تستطيع مقاومتها.
* اسرد بعض الوسائل البسيطة التي تستطيع من خلالها استغلال قدرتك الإبداعية بصورة أكثر في حياتك اليومية. فكر في بعض الأنشطة التي تستطيع القيام بها بصفة منتظمة دون أن تكلفك الكثير من المال أو الوقت أو تضطرك للسفر أو إهداء طاقتك من أجلها. على سبيل المثال، جرب أن تغير من تنسيق الزهور كل أسبوعين (إذا لم يكن هناك محل زهور قريب منك، فاتصل بأحد المحلات التي تقدم خدمة التوصيل المنزلي بحيث تصلك الزهور بصفة دورية)، ابتكر وصفة للطعام أسبوعياً، أضف لقائمة مشترياتك قطعة مطرزة يدوياً، أعد ترتيب الأثاث في كل غرفة شهرياً، صمم شاشة توقف للكمبيوتر وغيرها بين الحين والآخر، استخدم القصص لتوضيح الغاية التي تود إيصالها في تقاريرك أو رسائلك الإلكترونية أو عروضك التقديمية، أعد تصميم سياج الحديقة.
* تأكد ما إذا كانت إحدى الهوايات الإبداعية المزعومة التي تقوم بها (مثل الرسم أو كتابة الأعمال الدرامية أو عزف الموسيقى) مازالت تضفي عليك شعوراً بالمتعة.
ولعل مثل هذه الهوايات أو المهام قد أصبحت عادية لدرجة أنها لم تعد تمثل لك أية مغامرة غامضة، أو لعلك تبذل مجهوداً خارقاً عند القيام بها بهدف الإجادة بينما يتعين عليك أن تتأنى في ممارستها. وقد تكون، من ناحية أخرى، قد تغيرت بذاتك بحيث صارت شخصيتك الجديدة تشتاق لتحدٍ إبداعي جديد. (لو أن أحداً أخبرني وأنا في الخامسة والعشرين من عمري أني سأقوم بكتابة رواية يوماً ما لسخرت منه!).
المصدر: كتاب طرق مختصرة لـ حياة متميزة
* جيل لندنفيلد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى