مبدعونشخصيات علمية

الروبوت إم الأول من ابتكار رائد أعمال إماراتي لتعليم البرمجيات للأطفال

الروبوت إم الأول

شغفه بالهندسة والبرمجة والإلكترونيات قاده إلى صناعة أول روبوت ثلاثي الأبعاد، خصصه لأغراض تعليمية، وزرع حب علم الروبوتات بين الصغار والناشئة.

درس الماس هندسة الـ«ميكا ترونيكس»، أو ما يُعرف بعلم «هندسة الميكاترونيات» في كلية التقنية العليا بدبي، كما حصل على دبلوم هندسة طيران في بريطانيا بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.

وقال الماس، لموقع «الإمارات اليوم»، إن «ملهمه الأول صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وذلك بعد اعتماد سموّه للجيل الجديد من مدارس الإمارات، أخيراً، التي تضم مختبرات للتصميم والروبوتات والذكاء الاصطناعي، وقد أحيت هذه الخطوة أسئلة عدة، من بينها: ماذا استفادت بلادي من خبراتي؟».

 

جيل جديد

وأضاف: «هنا قررت أن انقل خبراتي للجيل الجديد من الأطفال، واعتكفت لمدة ثلاثة أشهر في مختبري المنزلي لصناعة أول نموذج ذكي لروبوت (إم الأول)، الذي يرمز للحرف الأول من اسم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أما الأول، فتعني أنه لن يكون الأول ولا الأخير، لأنني سأتابع تطوير النموذج، وسيكون هناك نماذج ثانية وثالثة ورابعة، لأن العلم لا ينتهي أبداً، والذي يريد المركز الأول عليه أن ينظر دوماً للقمم الأعلى».

واعتبر الماس، العضو في مركز حمدان للإبداع والابتكار، التابع لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، أن الدعم الذي وجده من مؤسسات الدولة، يعكس الميزة التي تتميز بها دولة الإمارات، وهي دعم المبتكرين والمبدعين، كما أنه استفاد كثيراً من الدعم والإرشاد والتوجيه الذي قدمه له المركز، والذي من خلال دعمه حصل على الرخصة ومكان لممارسة تجاربه وابتكاراته.

روبوت تعليمي

وأشار إلى أن روبوته التعليمي يوفر قاعدة مثالية وملائمة للأطفال لتعلم البرمجة وتقنياتها، والتعرف إلى تقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد، وهو نموذج يختلف عن سائر الروبوتات الموجودة، لأنه عبارة عن ذراع روبوتية تقوم بمهام عدة تختص بالأبعاد حسب برمجتها، وذلك على النقيض من الروبوتات الأخرى الموجودة في السوق التي هي عبارة عن نماذج من سيارات روبوتية فقط لا غير.

وأكد الماس أن روبوته «إم الأول» متميز لتعليم الأطفال، فتركيبه لا يحتوي على أي مسامير، ما يجعله آمناً للأطفال وسلامتهم، وإجراءاته سهلة وبسيطة، ما يجعل الأطفال أكثر قدرة على التفكير الإبداعي في البرمجة والرسم عبر الحاسوب.

وقال إنه «يمكن برمجة الذراع الروبوتية لتقوم بمهام عدة ومختلفة، فيمكنها أن تساعد جرّاحاً في عملية معقدة، أو تساعد طباخاً في إعداد الطعام، أو حتى تسهم في صناعة السيارات، أو في مجال الأفلام والتصوير، والإنسان بمهاراته قادر على تسخير الأدوات دوماً لخدمة الإنسانية، وليس هناك أفضل من أن تكون عضواً فاعلاً في مسيرة النمو والتطور».

 

ورشة تدريبية

ولفت إلى أنه يستعد حالياً لإطلاق أول ورشه تدريبية وتعليمية تستهدف الأطفال من عمر 12 إلى 15 عاماً في الفترة المقبلة، لتعليمهم البرمجة وتقنياتها الأساسية، التي توسع معارفهم وخبراتهم، وتجعلهم يطورون مهاراتهم للمستقبل.

وتابع الماس: «قمت بإجراء استبيان بين العائلات المواطنة، حيث تبين لي أن 72% من العائلات ترغب في أن يتعلم أبناؤها علم الروبوتات والبرمجة، في حين أن 91% منهم أكدوا على أهمية تعلم الأطفال البرمجة وعلم الروبوتات، وقد تبين لي من خلال دراسة الجدوى التي قمت بها أن العديد من العائلات المواطنة ترغب في تعليم أبنائهم هذه المهارات، ولكنهم لا يعرفون الوجهة الملائمة والمناسبة لبدء هذا التعليم المهم. ولذلك فإنني قمت بالخطوة التالية، وهي تنظيم ورش تدريبية، مدة كل ورشة 10 أيام بمعدل أربع ساعات يومياً في الفترة المسائية، يتعلم من خلالها الأطفال المهارات الأساسية للبرمجة والرسم على الحاسوب وتقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد، وسيقومون بجمع وتركيب الروبوت (إم الأول)، وبذلك ستسهم الورشة في غرس حب علم الروبوتات لإعدادهم للمستقبل، عبر تجهيز هؤلاء الأطفال للتعامل مع الروبوتات بثقة، وتسخيرها لخدمة أهدافهم».

وذكر أن الفشل جزء من النجاح، وأنه لا نجاح بلا محاولات وفشل، وأنه يتذكر كيف حوّل غرفة في منزله إلى مختبر مفتوح لمدة 24 ساعة، ويبتسم عند تذكر دعم عائلته، كما يتذكر لحظات صعبة، وكيف مزق رسومه الهندسية وأكواد برامجه، وكيف عدّل أخرى، وفكّر بطرق مبتكرة لوضع برمجيات ملائمة.

ولفت إلى أن أول رسماته الهندسية كانت لسيارة تطير وهو في عمر الـ12 عاماً، أما الآن فالفرحة تملأ وجهه وهو ينظر إلى ما حققه، فقد أسس شركته الخاصه «الماس لعلم الروبوتات»، وبدأ ببيع تصميمات روبوتية وأكواد برامج إلى العالم، عبر شركة بريطانية عريقة متخصصة في تصاميم طباعة ثلاثية الأبعاد.

وبدأ الماس إجراءات الحصول على براءة اختراع أفضل روبوتاته «إم الأول»، الذي سيشرع بطرحه قريباً في الأسواق، مع الاستعداد لنقل خبراته للأطفال الراغبين في تعلم الروبوتات والبرمجة، من خلال سلسلة من الدورات التدريبية، وهو منفتح على أي تعاون مع مدارس ترغب في توفير دورات لطلابها في علم البرمجة والروبوتات.

وتابع الماس: «نحن محظوظون بوجود قيادة رشيدة هيأت لنا كل أسباب الابتكار والنجاح، فسخّرت لنا بيئة محفزة ومشجعة للمبتكرين، وهناك استراتيجيات وطنية تحمل اسم الذكاء الاصطناعي والابتكار. فدولتنا هيأتنا للمستقبل، واستثمرت بنا كثيراً. وسأكون دائماً جاهزاً متى احتاجتني بلادي واحتاجت إلى خبراتي».

حلول متطوّرة

يؤمن فاهم الماس بقدرته على ابتكار حلول متطوّرة لرسومات هندسية وبرامج تقنية للذكاء الاصطناعي، وحريص على أن يرى نفسه وشركته الناشئة في المستقبل كشركة عملاقة عالمية مقرها عاصمة الابتكار دبي. وقال: «المبتكر لا يخاف من التغيير، فالتغيير للأفضل دائماً ما يكون عنواناً للمستقبل، وروبوتي (إم الأول) دليل على أن المستحيل لا وجود له في قاموس المواطن الإماراتي».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى