المجلةبنك المعلومات

أسامة بخيت.. رائد أعمال مصري يقتحم سوق المباني الذكية وينافس العمالقة

يعد المهندس أسامة بخيت من أنجح رواد الأعمال ومن النماذج الملهمة التي استطاعت تحقيق تغيير حقيقي في السوق في وقت قصير جدا، وفي نفس الوقت لديه رسالة حقيقية ويرغب في ترك أثر في مجال البيئة والاستدامة والطاقة الذكية.

قرر رائد الأعمال الشاب “أسامة بخيت” الدخول في مغامرة، ليست كمثيلتها في عالم الأكشن والمطاردات، ولكنها مغامرة في عالم التكنولوجيا وريادة الأعمال. عاد المهندس الثلاثيني من الخليج إلى مصر ليقرر إنشاء شركة تنافس عمالقة في يعملون في نفس المجال منذ خمسون عاما، ليس ذلك فقط وإنما قرر أن تسبب شركته الجديدة هزة حقيقية في الصناعة وتغير شكلها.

بدأت صناعة تبريد وتكييف وتهوية المباني في مصر منذ الستينات وتخدم قطاع واسع من أعمال المقاولات سواء مصانع أو مباني أو شركات أو مجمعات تجارية ومجمعات سكنية. يقول المهندس أسامة بخيت: “المشكلة الحقيقية أنها تستهلك كم مهول من الطاقة، تخيل أن بند التكييف والتهوية في مبني إداري يحتوي أحمال كهربائية أخرى متعددة من مصاعد وإضاءة وأنظمة تحكم قد يصل إلى ٥٠٪ من إجمالي فاتورة الطاقة التي يتحملها المبني شهريا”. هنا وجد أسامة ضالته في ميزة تنافسية يستطيع النفاذ بها إلى السوق بشكل قوي.

وفي ٢٠١٥ انطلقت شركة ناشئة تحمل اسم  365 Ecology للعمل في مجال الطاقة الذكية، ولتوفير حلول تعتمد على التكنولوجيا لمباني أعلى كفاءة في استهلاكها للطاقة. يقول أسامة: “ما نقدمه يجعلنا قادرين على توفير ٥٠٪ على الأقل من الطاقة المهدرة في التبريد والتكييف والتهوية”. ليس ذلك فحسب لأن التكنولوجيا التي تقدمها ايكولوجي قادرة عبر استخدام الحساسات المتصلة بالشبكة، وكذلك انترنت الأشياء IoT، في قياس عشرات المتغيرات داخل وخارج المبنى، مثل درجة الحرارة، والرطوبة، ومعدلات انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، وكذلك حساسات الحركة لمعرفة عدد الأشخاص داخل المبني ومكانهم.. الخ، وعلى حسب تلك المتغيرات يتم زيادة أو خفض أو حتى إيقاف خدمات التكييف والتهوية بقدر شديد الكفاءة يتناسب مع الاحتياج الفعلي للخدمات، (بالمقارنة بالنظم التقليدية التي تعمل على مدار الساعة، محققة نسبة هدر كبيرة في الطاقة).

يشرح أسامة: “الأمر شبه للغاية بممر الفندق الذي لا يضئ إلا إذا شعر بشخص يمشي فيه، أو بالسلم الكهربائي الذي لا يتحرك إلا إذا أصبحت على متنه. استطعنا في ايكولوجي تصميم وتنفيذ هذه الأنظمة في وقت قياسي وخلال وقت وجيز أصبحت منتشرة في مئات المباني والمنشئات داخل مصر، وتوفر عشرات الملايين من الجنيهات التي كانت تهدر بميزانية الطاقة”

يضيف المهندس أسامة بخيت الذي عمل من قبل في شركات كبرى داخل وخارج مصر أبرزها المجموعة الاستشارية محمد شاكر (وزير الكهرباء الحالي): “الحلول التي نوفرها لها أبعاد إيجابية كثيرة مؤثرة، فهي توفر في استخدام الوقود، وتقلل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الضارة، وتحسن من جودة الهواء الداخلية، وبالتالي هناك أثار عظيمة على صحة المستخدم، والحفاظ على البيئة، وجودة الحياة بشكل عام”.

وخلال خمس سنوات استطاع “بخيت” خريج كلية الهندسة في تخصص قوى ميكانيكا عام ٢٠٠٠، إلى ضم فريق من ٥٠ متخصص لشركته، بين مهندسين ومدراء مشاريع ومكتب فني وفريق للمبيعات، ويرى أن أهم القيم التي يسعى لدمجها في شركته هيا جعلها “متمركزة حول الأشخاص” People Oriented، داخليا وخارجيا، ولذلك ينمي طوال الوقت شعور فريق العمل بالملكية، ويستثمر في توفير تدريب مستمر للفريق على أعلى مستوى ليضمن وقوفهم على أحدث المعارف التقنية في هذا المجال، وفي نفس الوقت يسعى لخلق علاقات عمل قوية مع العملاء ويضعهم في منتصف دائرة الاهتمام طوال الوقت. وأثناء المقابلة مع بخيت كان دائما ما يرسم أمامه مثلث ويكرر ما تمثله أضلاعه الثلاثة التي تقوم عليها فلسفة ورؤية الشركة: الرؤية، القيادة، والفريق.

تعتمد ٣٦٥ ايكولوجي على تكنولوجيا كورية من عملاق التقنية LG، وبحسب أرقام ٢٠١٩ تم اعلان ايكولوجي الأكثر مبيعا لحلول إل جي لأنظمة التكييف عالية الكفاءة في مصر. وأنجزت العديد من المشروعات الكبرى أهمها مطار بورسعيد ومباني مدكور الإدارية والمقصورة الرئيسية لاستاد القاهرة في إطار الاستعدادات لاستضافة بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة.

وتخض الشركة حاليا لجهد مكثف لوضع استراتيجية للسنوات الخمس المقبلة تتمحور حول الأبنية الذكية Smart Buildings، ويشارك في وضعها فريق استشاري على أعلى مستوى، سواء في المجال الهندسي والتقني، أو في المجالات المالية والقانونية ومجال الموارد البشرية. وتسعى أيضا لاقتحام مجالات معالجة المياه، وإعادة تدوير الموارد. ويرى بخيت في مجال الأبنية الذكية سوقا ضخما وواعدا يمكنه استيعاب عشرات الشركات الناشئة الجديدة التي لديها القدرة على دمج التكنولوجيا مع الهندسة وخدمة العملاء، وتقديم حلول غير تقليدية لسوق الطاقة والمقاولات المصري.

زر الذهاب إلى الأعلى