المجلةحلول مبتكرة

المهندس السوري “أنور المجركش” يطور وسادةً ذكية لذوي الإعاقة السمعية

أصبح بإمكان الصم أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع أن يخلدوا إلى النوم وهم مطمئنون ومتأكدون تماماً من أن اختراع “أنور المجركش” سيوقظهم في حال حدوث خطر ما، حتى في منتصف الليل. فقد ابتكر المهندس المبدع طريقة ذكية للاستفادة من تقنية التعرف على الصوت، وعمل ليلاً ونهاراً لتعليم وسادته الذكية كيفية «سماع» أجهزة إنذار الحريق وأنظمة الإنذار المنزلية وجرس الباب والأصوات الأخرى.

وكانت النتيجة هي وسادة تقدم أكثر بكثير من مجرد الراحة للمستخدمين بعد يوم عمل شاق، فالوسادة هي الأكثر تطوراً وتقوم بتنبيه أولئك الذين يعانون من ضعف السمع إلى الأحداث والأصوات في محيطهم. باستخدام الذبذبات، والضوء، والرائحة (إضافةً إلى تطبيق الهاتف الذكي)، تستيقظ الوسادة وتوقظ المستخدم برفق في حال استدعت الحاجة إلى ذلك، ثم تقوم الاهتزازات وغيرها من التأثيرات بالتكيف تلقائياً على حسب شدة الحالة المستخدمين.

إنجاز تلو إنجاز

أنور المجركش هو رائد أعمال سوري، حصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الإلكترونيات والاتصالات من جامعة «الأردن للعلوم والتكنولوجيا» في عام 2012، وحصل أيضاً على دبلوم في الإلكترونيات الرقمية من معهد مُعترف به من جامعة كامبريدج في بريطانيا. وهو الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة Braci Ltd في المملكة المتحدة، التي تقوم بتطوير خوارزمية ذكية وأساور متخصصة لضعاف السمع.

يقوم هذا الابتكار بالاعتماد على Braci كأذن ذكية، حيث تعمل من خلال التعرف على الأصوات ومن ثم تحويلها في محيط المستخدم إلى مجموعة متنوعة من الاهتزازات والإشعارات والأضواء الوامضة.

بعد مرحلة نجوم العلوم، حصل أنور على فرصة في جمهورية التشيك ليبدأ مشروعه الجديد هناك، وفي أقل من عام استطاع تطوير منتجه ليتحول من الوسادة الذكية smart pillow إلى الساعة الذكية smart watch، إذا تم أصبحت ذات التقنية التي كانت ترتبط في السابق بتطبيق على الهاتف الذكي متاحة على ساعة ذكية لتستطيع تغطية احتياجات أكبر لذوي الإعاقات السمعية. إضافةً إلى إمكانية التقاط كل الأصوات المحيطة بالأصم، لكي يتمكن من التفاعل وسماع عدد أكبر من الأصوات داخل البيت وخارجه كصوت جرس المنزل والميكروويف والغسالة أو صوت مزمار السيارات وصوت البوليس.

وفي نوفمبر 2012 كان أنور من ضمن الفرق الخمس التي استطاعت الحصول على استثمار بقيمة  000 40 يورو في حدث يُدعى Slush ينظمه مجتمع من رواد الأعمال والمستثمرين والطلاب ومنظمي المهرجانات في فنلندا، هلسنكي – واحد من أبرز الفعاليات العالمية الرائدة من نوعها في مجال التكنولوجيا، حيث أسس المجركش وبعد حصوله على المركز الأول في برنامج Accelerators عن مشروعه Braci، أول شركة له في فنلندا حملت اسم ذات المنتج  Braci.

يعتبر أنور المجركش أن بريطانيا تعد سوقاً مثالياً لمنتجه، إذ إن في المملكة المتحدة وحدها أكثر من 16 مليون شخص يعانون من ضعف في السمع أو حتى فقدان السمع. ويضيف أنور قائلاً: «من المعروف أن الحكومة البريطانية تمتلك معاييَر عالية للصحة والأمان ويقومون بتأمين خدمات خاصة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة مثل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النظر أو ضعف السمع أو أي اعاقات أخرى، وكانت بريطانيا هي مدخلنا نحو تحقيق أهدافنا».

استطاع أنور إكمال مشروعه بالحصول على تمويل من الحكومة البريطانية بمبلغ نصف مليون باوند لتطوير منتج براسي وتحويله إلى تطبيق يسمى sound alert وهو التطبيق الأكثر دقة وفعالية.

في الوقت ذاته استطاع الحصول على عرض من الدنمارك، وبعد أن تم اختبار خوارزمية «براسي» والموافقة عليها، بدأت تقدم منتجاتها داخل السوق البريطانية والدنماركية وفي السوق الدولية، حيث بدأت تبيع منتجاتها للمجالس البلدية في المدن، والمؤسسات التعليمية، والعيادات المختصة بتقديم خدمات متعلقة بالسمع.

وبالتعاون مع واحدة من أكبر شركات الإضاءة في المملكة المتحدة، قام أنور بتطوير حلول للمدن المستقبلية، حتى أنه تمكّن من التعاون مع شركة لندن ميدلاندز (London Midlands) المشغل الرائد للقطارات في المملكة المتحدة.

استطاع الريّادي أنور أن يطوّر الخوارزمية المستخدمة في اختراعه، وأن يضيف إليها تقنية التعرف المبكر على الصوت early) detection) في وسائل النقل العام، كأصوات دواليب القطار أو الماكينات، لمساعدة الصم وضعاف السمع في حالات الطوارئ.

علاوةً على ذلك، وقّع أنور شراكة مع واحدة من أكبر شركات التجزئة للتكنولوجيا المساعدة في جنوب إفريقيا، وتم اختبار هذه التكنولوجيا وطلبها من قبل مركز قطر للتكنولوجيا المساعدة (Mada).

ولعل الشراكة الأبرز التي عقدتها braci هي مع شركة Pebble Watch الأميركية التي تعالج الساعات الذكية، حيث صارت تبيع تطبيق براسي كجزء من منتجاتها.

كما طلبت شركة سامسونغ من براسي إدخال خوارزمياتها “صوت الطفل وهو يبكي” و”صوت جرس الباب”، والعديد من الأصوات الأخرى كصوت رنين الهاتف أو صوت انتهاء الغسالة من الغسيل، أو صوت انتهاء آلة غسل الصحون من التنظيف ضمن برمجية هواتف غالاكسي التي تمتلكها سامسونغ، بعد أن نجحت الخوارزمية عند اختبارها في شركة سامسونغ في كوريا الجنوبية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى