مبدعوننقاط مضيئه

أبو النصر الجوهري .. أول من حاول الطيران ومات في سبيله

شهد التاريخ أعظم قصص المخترعين العظماء الذين أسهموا إسهامات عظيمة للبشرية، لكن اختراعاتهم هذه كانت سببًا لوفاتهم. ومن هؤلاء إسماعيل بن حمّاد الْجَوْهَري (توفي عام 393 هـ – 1003م) هو عالم ولغوي، يكنى بأبي نصر، أصله من “فاراب”، أول من حاول الطيران ومات في سبيله.

وذكر قصة هذه المحاولة “ياقوت الحموي”، حيث يقول إن الجوهري فجأة “اعترته وسوسة” وقام إلى الجامع القديم في نيسابور، وصعد إلى سطحه، وقال “يا أيها الناس إني عملت في الدنيا شيئا لم أسبق إليه فسأعمل للآخرة أمرا لم أسبق إليه”.

وقام الجوهري بابتكار جناحين له أشبه أجنحة الطيور، حيث يقول الحموي إن الجوهري وضع على ذراعيه مصراعي باب وربطهما بحبل، وتضيف بعض المصادر أنه غطى هذه الأبواب بريش للطيور، وصعد إلى أعلى نقطة في الجامع، وزعم أنه يطير فوقع فمات.

وتخليدا لهذه الواقعة، رسم له لوحة من الفيسفساء ووضعت على أحد حوائط الجامع القديم بنيسابور، تسجل محاولة طيرانه.

دخل “الجوهري” العراق صغيراً، وسافر إلى الحجاز فطاف البادية، وعاد إلى خراسان، ثم أقام في نيسابور.

عندما دخل العراق قرأ العربية على أبي علي الفارسي، والسيرافي، ثم طاف بلاد ربيعة ومضر، فأخذ العربية مشافهة من العرب، قال عنه ياقوت: كان من أعاجيب الزمان، ذكاء وفطنة وعلما.

وصنع جناحين من خشب وربطهما بحبل، وصعد سطح داره، ونادى في الناس: لقد صنعت ما لم أسبق إليه وسأطير الساعة، فازدحم أهل نيسابور ينظرون إليه، فتأبط الجناحين ونهض بهما، فخانه اختراعه، فسقط إلى الأرض قتيلا .

قصة وفاته:

قصة وفاته ذكرها ياقوت الحموي، نقلا عن عن عليّ بن فضّال المجاشعي في كتابه “شجرة الذهب في معرفة أئمة الأدب” قال:

“كان الجوهري قد صنّف “الصحاح” لأبي منصور عبد الرحيم بن محمد البيشكي (أديب واعظ أصولي ت. 453 هـ) وسمعه منه إلى باب الضّاد المعجمة، ثم اعترى الجوهريّ وسوسة فانتقل إلى الجامع القديم في نيسابور، وصعد إلى سطحه، وقال: أيّها الناس إني عملتُ في الدنيا شيئاً لم أُسبق إليه فسأعمل للآخرة أمراً لم أُسبق إليه، وضمّ إلى جناحيه مصراعي بابٍ وتأبطهما بحبل، وصعد مكاناً عالياً من الجامع وزعم أنه يطير فوقع فمات”.

مؤلفاته:

أشهر كتبه تاج اللغة وصحاح العربية المعروف اختصارا بـ “الصحاح”.

وله كتاب في العروض ومقدمته في النحو.

 

زر الذهاب إلى الأعلى