مبدعونشخصيات علميةنابغون

فؤاد مقصود يفوز بجائزة نجوم العلوم في الموسم التاسع

بعد أن خضع 9 مرشحون في برنامج نجوم العلوم لتحدي إثبات مهاراتهم في العمل على تطوير حلول مبتكرة للقضايا التي تواجه المنطقة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والطاقة والصحة، قامت لجنة التحكيم التي تضم فريقا من الخبراء في مختلف المجالات العلمية بعمل تقييم للمتسابقين ولمنتجاتهم المبتكرة، وتقييم مدى حاجة السوق إلى الابتكار ليتم في النهاية إقصاء 5 متسابقين والإبقاء على 4 آخرين يتنافسون فيما بينهم في تقاسم 600 ألف دولار أمريكي، وقد تم  إعلان مراكز المتسابقين الأربعة بناء على تقييم الخبراء ولجنة التحكيم وتصويت الجمهور وحصل فؤاد مقصود على المركز الأول.

مقصود مهندس بتروكيميائي، درس في الجامعة الأميركية في بيروت. نشيط، طموح، لم يستسلم أمام لحظات الفشل بل ويتحدّث عنها بفخر، لم يؤمن بفكرته بعض أساتذته، فقرر العمل بإصرار لإثبات العكس. على مدى عشرة أشهر، عاش فؤاد في غرفة حوّلها مختبراً كيميائياً وظلّ يحاول إلى أن نجح. اليوم هو الفائز، بعدما نال في مرحلة تقييم النموذج العلامات الأعلى في تاريخ البرنامج، ابتكر فؤاد آلة يُلبسها المريض قميصه، فتضخّ الدواء في جسد مرضى السكّري والحروق البالغة والتشنجات المفصلية، من دون خطر الالتهاب والجراثيم. حصل فؤاد على إثرها على  لقب أفضل مبتكر في العالم العربي في الحلقة الختامية من برنامج نجوم العلوم، السبت في 25 نوفمبر. ورغم المنافسة الصعبة، نجح فؤاد من خلال ابتكاره، وهي عبارة عن آلة رش واقٍ نانو للقماش، بالفوز بالنسبة الأكبر من أصوات الجمهور (43%) ولجنة التحكيم. ما أهّله للفوز بـ300 ألف دولار أميركي لتطوير ابتكاره، والتي من الممكن أن تكون آلة متعددة الاستخدام.

وبعد فوزه، وجّه مقصود رسالة إلى كل من يمتلك فكرة رائعة لابتكارٍ ما، بأن “ينهض ويباشر العمل على تطوير هذه الفكرة، لأن العمل بجدٍ واجتهاد هو خير وسيلة لتحويل الأفكار إلى اختراعات، وتحقيق الأهداف، وحل المشكلات. ويجب ألا ننسى بأن المساهمة في خدمة مجتمعاتنا وتحسين حياة الناس من حولنا هو واجب على عاتق كل واحد منا”.

بالزغاريد استُقبِلَ مقصود، محمولاً على أكتاف الرفاق، ومتشحاً بالعلم اللبناني، آتياً من سلطنة عمان حيث اختتم رحلته الشاقة متحدياً الصعاب والمنافسة الشرسة. إنجاز لبناني جديد يسجل هذه المرة في عالم العلوم.

“رغم الإمكانيات الضعيفة المتوافرة في بلدنا، يمكننا بالمثابرة أن نصل للإبداع ونحقق المستحيل”، رسالة أراد مقصود أن يوجهها للشباب اللبناني قائلاً لـ”النهار”: “نستطيع أن ننافس ونحرز الألقاب، بالعمل على أنفسنا والإصرار والثبات، فعالم الابتكارات سريع وإن لم نكن بالسرعة المطلوبة لن ننجح”، مضيفاً “حققت الخطوة الأولى، وسأكمل الطريق ليصبح هذا الاختراع منتجاً طبياً متوافراً في القطاع الطبي ليستخدمه المريض”.

وعن لحظة إعلان اسمه أشار فؤاد إلى أنها “لحظة فرح لا توصف ومسؤولية كبيرة” هدف مقصود اليوم هو دعم كل شاب وشابة لديهم فكرة أو ابتكار يريدون ترجمته من حبر على الورق إلى حقيقة على أرض الواقع.

ويقول فؤاد “بعض أساتذتي اعتبروا فكرتي مجنونة. تركتُ الحياة من أجل الحلم. انعزلتُ في مختبر وقررتُ النجاح”. قالها فؤاد الذي ينتظر تحقيق حلمه بتحويل ابتكاره منتجاً مطلوباً في السوق بعد نيله براءة الاختراع. في عُمان، وُصف الاختراع بأنه “ثورة في عالم الألبسة”، فاستحقّ التقدير والعلامات العليا. ليعود إلى لبنان بمبلغ 300 ألف دولار ولقب، وأيام جميلة في الذاكرة. 25 سنة لا يزال عُمره. سنّ صغيرة وعطاء بحجم وطن.

وعن تفاصيل مشروعه يقول “تسخّر آلة رش واقٍ نانو للقماش تقنية النانو من أجل إدخال الصناعات البتروكيماوية والمستحضرات الصيدلانية في المنسوجات العادية كالقمصان والجوارب. وتجعل الملابس مضادة للماء، أو تدمج العلاج الطبي في ألياف الضمادات”.

وبغية التحقق من صحة مشروعه، ركز فؤاد على تطبيقين، أولهما هو جعل الملابس العادية مضادة للماء على الفور، وثانيهما هو إدخال مركبات طبية محددة داخل الألياف. وتعتبر تطبيقات المركبات الطبية مجالاً واسع النطاق، وقد يشمل علاج الجروح وعلاج قروح القدم السكرية وتخفيف الشد العضلي.

وقال فؤاد “لم تواكب صناعة الملابس التطورات الحاصلة في المجالات الأخرى منذ مئات السنين. وباستخدام تقنية النانو في الملابس، يمكننا إحداث قفزة نوعية في هذا المجال. وقد يتخطى ذلك بكثير مجرد الحفاظ على ملابسنا جافة عند حدوث عاصفة مطرية غير متوقعة. أعتقد بأن التطبيقات المستقبلية لهذه التقنية ستشمل القطاعات الطبية والرياضية وحتى العسكرية”.

نبذة عن برنامج نجوم العلوم:

“نجوم العلوم” هو برنامج تلفزيون الواقع التعليمي والترفيهي أطلق بمبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ويعتبر البرنامج الرائد في العالم العربي في مجال الابتكار. ويهدف البرنامج إلى دعم وتشجيع رواد الأعمال الطموحين في مجال العلوم والتكنولوجيا في المنطقة.

وفي موسمه التاسع حاليًا، يخضع 9 مرشحين لتحدي إثبات مهاراتهم بينما يعملون على تطوير حلول مبتكرة للقضايا التي تواجه المنطقة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والطاقة والصحة. وتقوم لجنة تحكيم البرنامج التي تضم فريقًا من الخبراء بتقييم وإقصاء المتسابقين ومنتجاتهم المبتكرة في حلقات نمذجة المنتج وتقييم الأسواق، إلى أن يبقى أربعة منهم فقط. ويتنافس المتسابقون الأربعة النهائيون لتقاسم جائزة قيمتها 600 ألف دولار أمريكي على شكل تمويل تأسيسي، حيث يتم تحديد ذلك بناءً على مشاورات أعضاء لجنة التحكيم وتصويت الجمهور.

زر الذهاب إلى الأعلى